عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 09 / 2008, 12 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
نضال نجار
ضيف
 


سـورة النرجس .. نضال

من أهدابِ الليل
عاريةً أخرجُ إلاّ َمن قلقِ العتَمةِ
أبحثُ عن إيقاعٍ غريب؛
عن غايةٍ
لاتموتُ واوها إلاَّ واقفاً
عن شجرةٍ
لاتنحني أغصانها للريح
عن ريحٍ
لاتخبُّ خيولها للفراغ
وعن فراغٍ فارغٍ
إلاَّ من المزاجِ الأعلى؛
يُحطِّمُ فيَّ زوارقَ الكلام
يُمزِّقُ أشرعةَ الوصايا
يهتكُ شفقَ الغامضِ
ويُعلِّقُ روحي من نرجِسِها
على غيمِ المعجزاتِ
والمطرِ اللامنتهي
والموت الذي أشتهي
أن أُبحرَ فيهِ
حتى الغسقِ الأخيرِ
من طقوسِ الصمتِ الشهي

لمن يا مزاجُ غيَّبتَني
وسيَّلْتَني فيروزاً
أوسع من لذةٍ كونية
فوق نارٍ مقدَّسة؟!.

لمَ.. في رحيقِ غروبكَ
في قرنفلِ عروقكَ
تركتَني شهقةً
تشقُّ قمصانَ الجهات
لتتعمَّدَ في طقوسِ الحياةِ
بنعناعِ الرحيييييييييييييييل؟!

أظلٌّ أنتَ لروحي
أم روحٌ لظلّي؟!

لكَ وحدكَ
زيَّنتُ أسوارَ رموزي
طرَّزتُ حريرَ خلاياي
أرخيتُ شَعرَ كلماتي
وأشعلتُ شموعَ المكان

و.. تُبعِدُني عنك!..
أتبعدُني عني
وقد تمازجنا حبراً
يسيلُ في شرايينِ اللغةِ الأولى؟!

واعتصرنا عنقودَ الضيااااااااااااااع
في رعشةِ البياضِ.. وانسكبنا
نشوةَ عطرٍ
على الذُرى
والعتباتِ
والمخابىء؟!

آه... من رهافةِ الايقاع
يفتضُّ لغزَ الأضلاع
ويُشعلُ صمتَ الأصابع
أتبعدُني عني
وأنا عمقُ الزرقةِ
في ماس حروفكَ
قصائدُ الندى للنعناع؟!

جمرٌ أنتَ أسراره
وأزرارُ كافٍ ونونٍ
تشعُّ من حدائقِ الجنون
أنتَ البعيد والقريبُ
واشتعالُ الريح
في أجراسِ المغيب

خذْ عنبرُ غيبوبتي
أتهاطلُ في صحوتكَ
غياباًً وثنياً
يفيضُ بفلِّ المعجزاتِ
ببخورِ الألغازِ كلما نصعدُ
.
.
نهبطُ
.
.
غياباً أبديّا

أتبعدُني عني
وأنتَ رعشةُ حلمٍ صيفيٍّ
يرصدُ نغماً من حرير الاشتهاءِ
يلفُّني
بذهولٍ سرمديٍّ.. ويمضي
في
رنين
الضياء؟!

إيه.. أنت!
ياالذي في تشكيلِ محرابه
أفنيتُ إزميلَ نبضي
ألوانَ حواسي
تعال
أسقيكَ خمرَ روحي
همسَ وجداني
وإشراقاتِ البوحِ على الهيام
وإن لم تأتِ
أنقشكَ تحت جلد الذاكرةِ
ارتعاشاً
من نرجسٍ وهذيان


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس