زكاة الفطر
العنوان السابق الذي وضعه العضو كان على النحو التالي:
(النجدة هام جداُ جداً جداً إقرأها بتمعن)
منقولة من مركز شباب الصحوة
زكاة الفطر : عبادة ، كيف نؤديها ؟!أخي المسلم : هنيئاً لنا صيام الشهروتقبل الله صالح الأعمال . وهاقد نوينا أداء عبادة زكاة الفطر شكراً لله تعالى أنمن علينا بالفطر من رمضان وإكماله .فما هو هدي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في هذه الشعيرة ؟إليك الأحاديث النبوية :
* عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهماقال : فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً منشعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدىقبل خروج الناس إلى الصلاة " رواه البخاري
* وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه " كنا نُخرج في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الفطر صاعاً من طعام ، وقالأبو سعيد : وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر . رواه البخاري ، والأقط : هولبن مجفف يابس يطبخ به .
* وقال أيضاً : كنا نطعم الصدقة صاعاً من شعير " رواهالبخاري . فنستفيد من الأحاديث : أولاً : أن الواجب في زكاة الفطر أن تكونمن قوت البلد ( طعامه المعتاد ) لأن طعام أهل المدينة في زمن النبوة كان الشعيروالزبيب والأقط والتمر وصار في عرفنا الرز مثلاً . أما الصاع فهو مقدار حجم بالكيل لا بالوزن . بمعنى أن يوضع الصنف المراد إخراجه
_ كالرز مثلاً _ في الصاعفملء سعة الصاع هو مقدار زكاة الفطر ، وهذا الوزن يتفاوت بحسب الصنف الوارد فيالحديث من الشعير والزبيب والأقط والتمر ؛ أو ما يقوم مقامهما من قوت البلد كالأرزوالعدس والبرغل فهذه أحجامها مختلفة فتختلف أوزانها في الصاع ، والخلاصة ! الصاع هوأربعة أمداد والمُد هو أن تضع كفين وتعبئهما ، ( يكون الكف معتدلاً لاصغير ولاكبير ) ، والله أعلم .ثانياً : أن نجعل وقت إخراج زكاة الفطر وفق الهدي المشروع وهوما ورد في الحديث المتقدم " وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة " _ صلاةالعيد _ فإن شق عليك ذلك فلا بأس قبل يوم أو يومين من نهاية الشهر لأنه ورد عنالصحابة رضي الله عنهم ، هم كانوا يعطون قبل الفطر بيومين " رواه البخاريأماإخراج الزكاة قبل ذالك خلال أيام الشهر فليس هذا من المبادرة للخير بل مخالف للوقتالشرعي ، فالتأخير هو المشروع الفاضل ، والتعجل خلاف السنة . ومن الحكمة في جعلزكاة الفطر قوتاً لا قيمة وجعل وقتها مؤخراً قبل العيد هو ما ورد في الحديث النبوي : فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمةللمساكين " رواه أبو داود . وفي رواية عند الدارقطني : ( أغنوهم _ يعني الفقراء _ عن الطلب في هذا اليوم _ يعني العيد _ ) فزكاة الفطر أشبه بالأستغفار المشروع بعدالصلاة المكتوبة لتجبر ما يكون من الخلل الواقع للصائم إذا اتم صيامه ، (يعني) هليصح للمصلي أن يقرأ أدعية الصلاة قبل أن يصلي ؟؟؟؟؟ وهكذا زكاة الفطر لا تصح إلابعد أنتهاء الصيام لتجبر الخلل الواقع في الصيام .وبذالك نعلم الخاطئينالشائعين في زكاة الفطر : الأول في إخراجها قيمة نقدية لا قوتاً مطعوماً . الثاني التبكير في إخراجها خلال الشهر . والموفق من المؤمنين من إذا هُديإلى الرشد قبله ، جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه . وتقبل الله طاعتكم . سؤال هام في زكاة الفطر : س _ إذا كان هدي النبي (صلىالله عليه وسلم) وهدي صحابته رضي الله عنهم هو أن نخرج زكاة الفطر من قوت البلدلكنّ حاجة الفقراء اليوم ومصالحهم تقتضي أن نجعلها قيمة مالية توسعة عليهم ، فهلهذا القصد الحسن يبيح إخراجها من المال لا من الطعام ؟ج _ جزاك الله خيراً فيحرصك على نفع إخوانك الفقراء ، لكن فاتك أخي أمور مهمة :
1 . إن القيمة لو كانتمجزية في زكاة الفطر لقدرها الشارع بالقيمة كما قدر زكاة المال بالقيمة لكن قدرهابالطعام ، فمن أخرج زكاة الفطر بالقيمة فقد عمل عملاً ليس على هدي السنة وقد قالرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم .
2 . إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الجيل المثالي الذين فهمواالدين ونقلوه ماكانوا يخرجونها إلا من قوت البلد مع توفر القيمة عندهم . ولو كانفقهاء الصحابة يرون القيمة مجزية لأفتوا بذالك للتيسير على الناس والتوسعة علىالفقراء لكن علموا أن الشارع مقصوداً من تخصيصها بالقوت دون المال . وكل خير فيإتباع مناهجهم قال الله تعالى
(فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِفَقَدِ اهْتَدَواْ ) وقال (صلى الله عليه وسلم) ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاءالراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ... ) ومن ذلك زكاةالفطر
3 . إن الشارع الحكيم أرحم منك بمصالح الفقراء ، فلما فرضها صاعاً منطعام البلد عُلم أن الرحمة في ذلك الصنف ، فالمصلحة العامة في إتباع ما أمر بهالشارع ، قال الله تعالـى : ( مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْحَرَجٍ ) وقال في صفة نبيه (صلى الله عليه وسلم) ( بالمؤمنين رؤوف رحيم )
4 . من أخرج زكاة الفطر مالاً يقصد بذلك إغناء الفقير بكل شيئ " باللباس والحاجاتوالمتاع ..." فقد غلط في فهم السنة إنما هي طعمة لمن لا يجد طعام العيد ولذلك لايجوز أن يأخذها إلا المساكين الذين لا يجدون إلا كفايتهم ، أما إغناء الفقيروالمسكين فيكون من زكاة أموالنا وصدقات المحسنين ، أما بعد أن قصرنا في إخراج زكاةأموالنا جئنا لنرقع بزكاة الفطر ؟! ما لكم كيف تحكمون ؟!
5 .إن من حكم كون زكاةالفطر طعاماً جعلها شعيرة ، أي علامة ظاهرة في مجتمع المسلمين كالأذان وصلاةالجماعة والأضحية يراها الناس ويعرفونها ولاتتحقق هذه الشعيرة في زكاة الفطر إلابإخراجها من طعام البلد يراها الناس في أسواقهم ومحالهم وأبواب مساجدهم ويتناقلوهابالحمل في الشوارع لإيصالها للفقراء أما إخراجها مالاً فتكون أشبه بصدقة خفية لايكاد يشعر بها إلا المُعطي والآخذ . أرأيت لو أن رحيماً بالفقراء قال : بدلاً منالأضحية في عيد الأضحى تعالوا لنخرج قيمة الذبائح بالمال ونعطيه للفقراء فهذا أوفقللفقراء وأوفق بالأضحية ؛ ما رأيكم ؟ فلماذا لا نقبل ذلك في الاضحية وقبلنا إخراجالقيمة في زكاة الفطر وكلاهما شعيرة من باب واحد ؟!
6 . إن القول بجواز إخراجزكاة الفطر قيمة محددة كونها من أجناس متنوعة مختلفة القيمة ، فلو كانت القيمةمعتبرة لكان الواجب صاعاً من جنس واحد وما يقابله قيمته من الأجناس الأخرى
7 . إن إخراج القيمة يؤدي إلى أن يأخذ المال من يستحقه ومن لا يستحقه لأن المال لا يردهأحد ، أما إخراج القوت فيتعفف عنه الناس إلا من يستحق أخذه كالفقير والمسكين
8 . إن إخراج القوت فيه توسعة حتى على الفقير لأنه إذا اكتفى بمقدار طعامه وتجمع عندهالأرز مثلاً فله بيعه وينتفع بالنقد ، فنكون قد أتبعنا الشرع ورحمنا الفقير .
9 . إن القول بوجوب إخراج القوت لا القيمة في الزكاة هو قول أئمتنا الأعلام فيالمذاهب المتبعة فهو مذهب مالك والشافعي وأحمد وبعد : فكيف يعد الناس عن لزوم صفةعبادة إجتمع فيها هدي النبوة وطريقة سلف الأمة وقول جمهور الأئمة إلى رأي ضعيف بزعمالتوسعة على الفقير ؟! فبادر أخي إلى الأستمساك بمنهج الإتباع للمصطفى (صلىالله عليه وسلم) ففيه كل البركة والهدي . وكل أحد غير معصوم فمأخوذ من قولهومتروك ، وكل سبيل لا يوافق سبيله فمهجور غير مسلوك " تقبل الله طاعتكم وباركعيدكم .
أخواني بالله أنسخوها ووزعوها ( الدال على الخير كفاعله)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تنسونا من دعوة في جوف الليل_________________
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|