[align=justify]
ربما كان على نهر سان لوران، أن ينام قليلاً حتى أغفو وأموت على زنده بعض الوقت أو كل الوقت..!
أحياناً يكون الموت مغموساً بالمطر ، وأحياناً يكون معلقاً على طرف نجمة أحزان مسافرة فوق غابات الوجع .. وفي بعض الأحيان يكون مجرد حزن دفين لا يقوى على النهوض فيرمينا على قارعة العدم ...
يمتطي عربة الريح محملاً بأحزانه الخانقة باكياً بصمت ، يصرخ دونما صوت رحيله المؤجل..
أحياناَ تمتد لحظات الرحيل سنوات طوال ..!
حين كنت أغفو على زند الموت سألني عمري ، إذا كانت طرابلس لم تزل بعد طول غربة، تحفظ في أرشيفها وقع خطواتي وإدماني في عشقها .. تحفظ جدرانها بصمات أصابعي .. نبرات صوتي وضحكاتي ؟؟!!..
سألني عمري عن مدينة اسمها حيفا تحفظ في سجلاتها الحزينة وقع خطوات طفولة أبي وحياة جدي ، وبيت هناك حوله السارقون فندقاً ، بينما ينتظر على قارعة الزمن خطوات العائدين لانتشاله من غربته؟؟!!..
سألني ضميري عن القدس والمسجد الأقصى .. عن فلسطين .. عن بلاد العرب وعن الدين القويم المستهدف المشوه زوراً وبهتاناً .. عن أهوال .. عن ضحاياً .. عن براءة أطفال حولت كتل من دماء .. عن ناس من وجع.. عن لاعقين أحذية مستبديهم .. عن مرتزقة تجلس على كراسي دول.. عن ثورة عربية كبرى انتظرتها أجيال من الشرفاء تقتل في مهدها؟؟!!!....
سألني ضميري عن المعتقلات وسجون الحرية .. عن مروان البرغوثي ورفاقه .. عن محمد دحلان وشياطينه وملاينه الملوثة؟؟!!..
عن عشر سنوات درت فيها مع نور الأدب في حلقة مفرغة دون أن أحقق شيئاً مما أردته من أجله لضميري وقضيتي وعروبتي وذهب بجهدي الكثير من ذاتية وأنانية جاحدة؟؟!!..
سألني قلبي عن صحوة ودورة جديدة أحقق فيها شيئاً من رسالتي تجاه فلسطيني وأمتي؟؟!!
سألني قلبي عن ذاكرة الروح وذاكرة الجسد متى تنفصلان ومتى تلتقي أوتارهما على قيثار السفر خلف أبعاد الزمان والمكان؟؟!!..
ثلاثون سنة قد أعيش وفق مقاييس العمر .. وقد لا أعيش يوماً واحداً .. أو شهراً وربما سنة..!
عدت أم لم أعد.. لم أزل أمتطِ عربة الريح محملة بواجب أتمنى أن أحقق منه شيئاً .. فهل أفلح حتى أنام حين أرحل مرتاحة الضمير؟؟!!....
[/align]