رد: 35عاماً صبرا وشاتيلا
كُنت في أولى مراحل تكويني، عِندما سمعت عن صبرا وشاتيلا في إذاعة مونتكارلو
لم أتجاوز الثانية عشر من عمري، حين غفوت إلى جانب الراديو، تجسد الموت في حُلمي
شبحٌ مثيرٌ للغاية، يخطفُ الأطفال الذين يلعيون في الشارع، ولا يسمعون كلام أُمهاتهم
أيقظتني غصة كبيرة، لا أريد للطفولة أن تموت قبل اكتمال نموها
رصدت شاشات التلفزة آنذاك مشاهد العنف والدمار والجُثث، كانت الإنسانية تُستباح
والسماء تُدنس، والأرض تُلوث، يا إلهي كم تحتاج الطفولة عنايتك
مرت السنوات، وغادرت سنين المُراهقة، أيقنت بأن الموت هو دمية تغتال الأحلام الوردية في مخيلتنا
تُعرقل اكتمال نمونا، كبشر عاديين، الموت تحالف مع الشيطان في صبرا وشاتيلا.. ودخلت الأذهان
مرحلة الجمود ..
عقودٌ ثلاثة مرت وجرح صبرا وشاتيلا مفتوحاً على الأرصفة الداكنة، كانت طفولتي تمر بحالة حرجة
لم أفهمها آنذاك، كانت لعبي عبارة عن دبابة ومسدس وشيئاً من كلماتٍ حفظتها من التلفاز
عن شعر المقاومة، من يعش زمن صبرا وشاتيلا يُحرم من كافة الحقوق البسيطة، فالصمود فنٌ
من اختصاص الأحياء الذين نجوا من قصف المستعمر..
|