عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 09 / 2008, 11 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الأدب الذي يأخذك إليه

[align=justify]
صفة الأدب الكبير مرهونة به، وبكونه يهزك ويذهلك ويأخذك إليه .. وكلّ أدب لا يفعل ذلك، يكون ناقصا في جزء ما، قد يصعب اكتشافه.. وتتحدد وظيفة النقد هنا ، في دراسة الإبداع دون محاولة نفي الآخر- صاحب النص- أو رفضه كشخص .. لأن النقد معني بالنص لا بالشخص ، مع إيماننا الشديد بأهمية موقف المبدع وطريقة تعامله مع الجمهور والناس بشكل عام .. ومن ينظر إلى المشهد الأدبي في واقعنا الراهن، يلحظ هذه المحاولات الدائبة والمحمومة لنفي الآخر وتعرية كل شيء دون التأني ودراسة جوانب أي صورة أو مشهد.. وبدل البحث عن أدب متميز، والعمل من اجل إيجاد هذا الأدب، نرى هجوما غريبا على كل شيء، دون الوصول لأي شيء .. وهنا مكمن الخطر..
الأديب مثل البحر ، يلقي بالجواهر والحجارة والحصى .. ولأنه كذلك فمن غير المنطقي محاكمته من خلال عمل واحد لا غير، أو من خلال جزئية صغيرة قائمة على الاصطياد في المياه العكرة.. يفترض أن ندرس الأديب بشكل كلي، وحين لا نجد عنده شيئا ، يجوز لنا القول بأنّ حجم عطاء هذا الأديب محدد بهذا الذي وجدنا ، ولا أمل يرجى في محاولة إخراج المغاير والمتميز ، خاصة حين يكون هذا الأديب قد أعطى ما يكفي للحكم عليه.. أما إن وجدناه متميزا في عطائه ، أي وجدنا الجواهر إلى جانب الحجارة والحصى ، فالقول بتميز هذا الأديب واجب ، وليس من المنطق في شيء أن نبحث عن الحصى وان نركز عليها متناسين ما عنده من جواهر ولآلئ في إبداعه .. فكل مبدع ينوس بين حالتي الإبداع الفذ والجيد والعادي ، وهو أمر طبيعي وبديهي لا يحتاج إلى الكثير من الأخذ والرد..المهم أن نجد هذه الجواهر واللآلئ..
لكن ما صفة هذا الذي ندعوه بالجواهر واللآلئ وكيف نتفق على تعريفه وتوصيفه..؟؟.. يفترض أن نتفق على ميزان شديد الأهمية، وهو ميزان الذوق والحس المرهفين، طبعا إضافة إلى حاجتنا إلى نقد صحيح.. فالذوق والحس المرهفين يكشفان ويشيران إلى الجيد أو الرديء بكل دقة .. خاصة حين نرى إلى اتفاق أو شبه اتفاق حول تميز عمل ما ، وهنا لا أقول بتأثير إعلامي أو غيره ، بل بالرجوع إلى الذوق والحس بصورة دقيقة يتفق على أنها موجودة عند هذا الجمهور أو ذاك ، أو عند هذه الجماعة أو تلك .. وطبيعي أن يكون المرجع الأكثر أهمية فيما بعد متعلق بالزمن ومروره ، فهو الحكم الذي لا يظلم أحدا .. إذ يسقط الرديء وينسى ، ويبقى الجيد ويصبح معروفا مشهورا باقيا ..
لندع مرضى الوهم الذين يعتقدون بأنهم قادرون على نفي الإبداع الجيد ونفي أو محاولة نفي صاحب العمل المتميز والجيد.. ولندع مرضى الوهم الذين يحسبون أنهم قادرون على العوم والوصول إلى الشهرة رغم ضحالة ما يملكون من موهبة ، لأن الفقاعات تذهب سريعا مهما حاول صاحبها التشبث بوهمه وعمل على زرع أقدامه في هذا المكان أو ذاك.. وقد حفل عصرنا الراهن بأسماء كثيرة حاولت أن تطفو على السطح دون وجود إمكانيات لهذا الصعود ، وما أن مرّ قليل زمن حتى نسينا هذه الأسماء ونسينا كل ما لها وما عليها .. فضاعت كل المحاولات وذهبت مع كل ما حاولوا أن يقدموه على انه إبداع كبير ، هباء منثورا .. إنها حقيقة وطبيعة الفن والإبداع .. الجيد يبقى ويرسخ ويشكل علامة في الذاكرة الجمعية ، والسيئ يذهب ويمضي إلى غير رجعة .. فلنحاول بدل البحث عن سيئات هذا وذاك ، وبناء وهمنا على قشور ، لنحاول البحث عن الأدب الجيد كي نعطيه الفرصة للتطور والنمو والوصول إلى الأفضل ..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس