عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 09 / 2008, 22 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الأدب وموضوعة الطفولة الفلسطينية

[align=justify]
حين نتناول موضوعة الطفولة الفلسطينية ونبحث عن وجودها وتواجدها داخل الأدب الفلسطيني في الوطن المحتل خاصة ، وفي أدب المنافي والأدب العربي عامة ، نجد شيئا من التقصير الذي يستوجب الكثير من التساؤل والبحث والتقصّي .. إذ نعرف أن الطفولة الفلسطينية قد تعرضت للكثير من القهر والظلم والعذاب على يدي العدو الصهيوني ، ويمكن القول ببساطة شديدة إن الاحتلال الصهيوني قد سرق الطفولة من أطفال فلسطين وحرمهم من أبسط حاجات الحياة .. فكان أطفال فلسطين يولدون وسكين الاحتلال فوق رقابهم ، وكأنهم يأتون إلى وحشة وغربة تفغر فاها ما أن يطلق الواحد منهم صرخته الأولى معلنا أنه أتى إلى هذه الحياة !!..
منذ البداية ، كان على الأدب أن يهتم بالطفولة الفلسطينية الذبيحة وان يسلط الضوء على مساحة تعتبر من اكثر المساحات سوادا وظلمة في العالم ، وهي مساحة طفولة فلسطينية كتب عليها أن تحرم من حق العيش بشكل عادي .. هل مثل هذا الطلب خارق لناموس الطبيعة أم أنه طلب حجمه أكبر من التحقق ؟؟.. يأتي الطفل في أي مكان من العالم والدنيا مفتوحة له ، لتكون حياته طبيعية ..ونعرف أنّ أيام الطفولة هي الأيام الأسعد والأجمل في حياة الإنسان ..ومثل هذه الطفولة تبقى مزروعة في ذاكرة الكائن البشري حتى مماته ، وتكاد تشكل ملامح حياته كلها .. فكيف ستكون طفولة أطفال فلسطين في مرآة الغد ؟؟..
كان على الأدب أن يشير إلى هذه النقطة وأن يتناولها بتركيز شديد ، كون طفل فلسطين مقهورا وذبيح الطفولة ، مما يعني غدا مسكونا بالكثير من الكآبة والشعور بالحزن والقهر والحرمان ، وعدم القدرة على نسيان قسوة العدو الصهيوني وتدميره لهذه الطفولة .. فالشاب الذي اكتوى أثناء طفولته بنار وعذاب وقهر الاحتلال ، لا يمكن أن يعيش حياة سوية عادية تمرّ كأي حياة أخرى للشباب في أي مكان آخر !!.. إذ يتركز الوعي على أيام ناقصة وغريبة الملامح، وتنطلق الصرخة من رحم تلك الأيام لتقول بانكسار القدرة على التصالح والتسامح وإمكانية نسيان طفولة مسروقة ومراق دمها على مدار سنوات طويلة !!.. إن دخول الأدب في هذه المساحة كان بإمكانه أن يشير إلى المستقبل بوعي ودراية .. فمن طعنت طفولتهم في الصميم ، وسرقت منهم دون رحمة ، وانتهكت بكل أشكال وألوان التعذيب والتدمير ، لن يكونوا متسامحين كرماء مع الجلاد الذي ترك على جلد العمر وعظمه ولحمه كل الندوب والحروق والتشوهات ..
طبعا لا ننكر أن هناك أدبا قد تناول جزءا من هذه الطفولة ، أو لنقل إن هناك أدبا اقترب من هذا العالم وحاول أن يداخل بعض جزئياته ، خاصة في عالم الشعر ، لكن هذا التناول ظلّ في كل الحالات ناقصا مجتزأ غير مكتمل .. وكانت الحاجة ومازالت تدعو لأدب حقيقي يدخل في عمق الموضوعة ويعرضها بكل جزئياتها .. هناك طفولة فلسطينية ذبيحة تستدعي أدبا يصرخ في وجه العالم كله ويعريه من ادعاءاته معلنا أن ممارسات الاحتلال الصهيوني قد قضت على ملامح أجيال متتابعة من خلال الأذى الذي تعرضت له الطفولة الفلسطينية .. من غير المجدي أن نتجاوز مرحلة أو مراحل كانت فيها الطفولة الفلسطينية ومازالت أسيرة الخوف والقهر والظلم والتدمير والتشويه ، لأن تجاوز هذه المراحل أو السكوت عنها يعني القول بقبول تدمير مسيرة الحياة الفلسطينية .. فكل شيء مبني على الطفولة وعلى مستقبلها ، وللأدب أن يصرخ بأعلى صوت: حاولوا أن تنقذوا طفولة أطفال فلسطين من هذا الذبح المستمر وأن تداووا الجراح الطويلة التي خلفها الصهاينة في ملامح هذه الطفولة ، هذا إذا كان بالإمكان مداواة ما خلفته الجرائم الصهيونية من تشوهات كبيرة ، بل كبيرة جدا !!..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس