عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 10 / 2017, 08 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

حول القصة القصيرة جدا

حول القصة القصيرة جدا

تشكل القصة القصيرة جدا الآن ما يشبه الحمى بين الأدباء الذين يحرصون على كتابة هذا الجنس من الأدب، وبعيدا عن تاريخ القصة القصيرة جدا فى أدبنا العربى فإن هذا اللون من الأدب له أصول فنية كفيلة بأن تضعه فى مشهد أدبية الأدب وفنية الفن ، لكن ما يكتب اليوم معظمه لا علاقة له بهذا الفن ولا بذاك الأدب
وحين يكتب الكاتب القصة القصيرة جدا عليه أن يراعى الأشياء التى تؤسس حيز العمل المكتوب حتى يصير فنيا ومن هذه الأشياء التكثيف واللقطة الموحية والشعرية والحدث والمفارقة وفضاءات الزمان والمكان والفعل والشخصية والحكاية
لكن المتأمل فى حمى القصة القصيرة جدا هذه الأيام يجد أن معظم كتابها انشغلوا بالتكثيف دون غيره وأسقطوا معظم مقوماتها الفنية حتى صار التكثيف هو القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة جدا هى التكثيف وهذا فهم خاطئ يجعل الانشغال بالتكثيف يوقع الكاتب فى اشكالية الغموض واللعب ويتجاوز بالمكتوب من الفن إلى الافتعال وقد يأتي هذا من قبيل اعتماد التكثيف كغاية لا كوسيلة مما جعل البعض يكتب ما يسمى بالقصة القصيرة جدا من كلمة واحدة أو كلمتين ولا أعرف كيف تكون القصة بهذه المواضعات الفنية التى قدمناها كلمة واحدة او كلمتين ، وكأن الهدف لم يعد غير التسابق في الاختصار أو لنقل بصورة أصح مسخ القص وتشويهه ليكون مجرد تسلية عابرة او وصمها بأنها فن خلق للتسلية والسخرية ولاشئ غير ذلك
وقد لاحظت أيضا أن معظم كتاب القصة القصيرة جدا يسقطون البطل عمدا فى قصصهم وهذا يعنى سطحية الفهم لهذا اللون من الفن فالبطل هو العمود الفقرى للقصة القصيرة جدا فلا قصة دون بطل وغياب البطل يحول القصة إلى الخبر القصصى أو الخاطرة مهما توفرت العناصر الأخرى
والبطل فى القصة القصيرة قد يكون حاضرا مرئيا للعيان بصفاته النفسية والجسدية يتحرك بالحدث وفق رؤية السارد ونكاد نشعر أنفاسه داخل العمل وقد يكون متحركا فى خلفية القص يظهر خلف اللوحة المصنوعة للقصة لكننا أيضا نشعر بوجودة خلف زجاج الخطاب الفنى للقصة مهما كانت صفته إنسانا أم حيوانا أم نباتا أم غير ذلك
ومن هنا فالبطل عمدة القصة القصيرة جدا وأحد أهم لوازمها التى لا يمكن الاستغناء عنها وحين يسعى كتاب القصة إلى إسقاط البطل أو نفيه من القصة فهم بذلك يسقطون جودة هذه القصة كفن له معطياته الخاصة به ولا يوجد أى بديل يستطيع حمل العمل والحدث المركزى فيه غير البطل فى القصة حتى ولو كان هذا البديل هو التكثيف لذلك من الذكاء والعمق أن نكتب القصة القصيرة بكل مقومات فن السرد القصصى فى لمحة خاطفة دون حذف أو اسقاط لأحد معطيات القص وهذا فى تقدير يحتاج إلى مهارة عالية ودربة وذكاء فنى ومخزون معرفى لايقدر عليه إلا من تمرسوا كثيرا فى فن القصة القصيرة بشكل عام
أما الطارئون من كتاب هذا اللون القصصى والذين حولوه إلى حمى منتشرة فى كل الأرجاء أتصور أن لا علاقة بين ما يكتبون وبين فن القصة القصيرة جدا وإنما وهم لابد أن يقلعوا عنه ولا زلت أذكر أن أحدهم أخرج مجموعة قصصة تحمل هذا اللون من الفن كتب فيها مثلا: فتحت الباب فلم أجدها فرحت أغلقه" ولا أجد أى لون من الفن فى فتح الباب وإغلاقه وغيابها سوى زوبعة فنية تسمى القصة القصيرة جدا ولعلنا نفتح الباب واسعا أمام الوعى المنهجى والفنى للقصة القصيرة جدا

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس