رد: مقامات أهل الإيمان " النادمون المستغفرون"
... يروي ابن شبيب عن معاذبن جبل عن رسول الله(ص)أنه قال"ّإتق الله حيثما كنت ,وأتبع السيئة الحسنة تمحها,وخالق الناس بخلق حسن".الحرام خبيثة من الخبائث فلا تلطخ نفسك به,بل طهرها بالأعمال الصالحة وتبرأ إلى الله تعالى من كل ذنب,فإنه عزوجل يحب التوابين ويحب المتطهرين, و هاهورسول الله يدعوربه فيقول:"اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين "... وحدها النفس الخبيثة هي التي تستحلي الحرام,النفس الخبيثة هي التي تجد المتعة في العفن وفي القبح والنتانة,تجد الراحة في الأدران والأوساخ,فإذا أنت ارتكبت معصية من المعاصي ولم يتحرك فيك وازع الندم على ما فعلت وبقيت مطمئنا في وسخ الذنوب فاعلم أنك من أصحاب النفوس الخبيثة أما إذا ارتكبت خطيئة من الخطايا,فندمت على ما فعلت وشعرت بأنك في ضيق من أمرك وأحسست بأنك متسخ النفس فبادرت إلى تطهير نفسك,فهذا دليل على أنك من أصحاب النفوس الطيبة,وأنك من أهل الإيمان الذين لا يرضون أن يتلطخوا بأوساخ الذنوب,لذلك كان (ص) يدعو ربه تعالى فيقول : "اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب,اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس,اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد"وليس المعنى أخذ هذا الدعاء حرفيا على مأخذ الظاهر,وإنماهي كنايات و مسميات القصد منها تطهيرالنفس بشلال من المعاني الروحية التي تنقي النفوس وتغسلها من الخطايا".برواية أبي سعيد الخدري وهو عند الطبراني والحاكم بسند حسن عن رسول الله )ص(قال:"يقول إبليس لله عزوجل:بعزتك وجلالك لا أبرح أغويهم مارأيت الأرواح فيهم فيقول له الحق سبحانه,فبعزتي وجلالي لاأبرح أغفرلهم مااستغفروني" .الإستغفارإدن هو جلاء الدنوب وهوالمطهر من أوساخ الدنايا وأدران الخطايا,وأنت كلما استغفرت الله عزوجل ,فكأنما تسدد سهما لإبليس اللعين لأنك تغلبت عليه وعلى نفسك الأمارة بالسوء,حين ندمت على دنبك ولم تأخدك الغرة أوالسهوة,وعالجت إثمك بيقظة إيمانية دعتك إلى الإستغفاربماهومنة إلهية على العباد المؤمنين,تمسح دنوبهم لا بل وتثيبهم وتجعلهم من أهل مقامات النادمين المستغفرين.
للحديث بقية
|