[حسن الحاجبي]

الحمد لله حمدا كثيرا متواليا وإن كان يتضاءل دون حق جلاله حمد الحامدين,أحمده تعالى وأستكين إليه من مظالم أنقضت الظهور بأثقالها وأعبده وأستعين به لعظام الأمور وعضالها,وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له,شهادة وافية بحصول الدرجات وظلالها ,واقية من حلول الدركات وأهوالها,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أسمع به وقر الآذان وجلا زين القلوب بصقالها ,اللهم صل وسلم عليه وعلى آله و صحابته صلاة دائمة لا انقطاع لاتصالها ...آمين .
,,من الذي تنزه عن الأضداد؟من الذي تعالى عن الأنداد والنظراء والأشباه؟من الذي ارتاحت بذكره القلوب وسبحت بحمده الأفواه؟من الذي خضعت له الرقاب وتطأطأت الرؤوس وسجدت لهيبته الجباه؟من الذي رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال وأجرى المياه؟ ألا إنما هوالله خالق البشر والشجر,الله فالق النوى تحت التراب ووسط الحجر,فما غرك بربك الكريم أيها المسلم. خلقك فسواك وكنت لاشيء في العدم فأوجدك وأحياك,بلطفه يعينك وبعنايته يرعاك,تعصاه فيمهلك,وتتوب إليه فيقبلك,إذا دعوته استجاب لك ولباك,وإذااستعنت به في الشدة أعانك ونجاك,وإذا سألته أعطاك,وإذاوقفت ببابه واستغنيت عن غيره كفاك.يداه مبسوطتان للسائلين ليلا ونهارا,هوالخلاق العظيم الذي لا يبارى,والمتفضل الكريم الذي لا يجارى,ورازق الخلق أجمعين مسلمين وكفارا...في الحديث الشريف عن رسول الله (ص) أنه قال "الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكرالله وما والاه وعالم ومتعلم".فذكر الله تعالى مطلوب لذاته وليس لغيره,وإنما فرضت الشرائع كلها لتحقيق معنى ومفهوم الذكر لله عزوجل,وأيما طاعة من الطاعات خلت من ذكر الله فهي طاعة ناقصة,لذلك يقول المولى جل وعلا في أم الفرائض التي هي الصلاة"وأقم الصلاة لذكري".فإنما جعلت الصلاة ليذكرفيها اسم الله,وقال عزوجل"إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكرولذكرالله أكبر ".قال المفسرون:إن الله تعالى إذا ذكره عبده في صلاته ذكره هوعزو جل في ملكوته,وحاشى أن يتساوى ذكر العبد لربه مع ذكر الله لعبده, فذكرالله تعالى لعبده أكبروأجل وأعظم بكثير من ذكر العبد لخالقه. في الحديث القدسي يقول جل جلاله فيمايرويه عنه نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم:"إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي,و إذا ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير من الملإ الذي ذكرني فيه"..

للحديث بقية