عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 09 / 2008, 30 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
حفيظ ناصر
ضيف
 


Post الألعاب الشعبية



تتميز الألعاب التي تمثل الموروث الشعبي لدى المجتمعات العربية بطابع خاص نظراً لتنوعها واختلافها بين الدول العربية , والجميل أنها لا تتقيد بفئة عمرية معينة بل هي للصغار والكبار أيضاً وذلك حسب نوع اللعبة حيث لكل لعبة قوانين تحدد عدد اللاعبين وطريقة اللعب , وبعض الألعابً تتطلب أدوات خاصة وغالباً ما تكون يدوية الصنع كالحجر , الطباشير , الخشب أو قطعة قماش تربط على الأعين , وعلى سبيل المثال تلك التي تُرسم بالطباشير مربعات على الأرض ومن ثم إحضار حجر صغير ورميه الى إحدى المربعات ومن ثم القفز برجل واحده وأخذ الحجر ومن ثم العودة مجدداً , وهناك لعبة مشابهة للبيسبول باستخدام مضرب خشبي وبدلاً عن الكرة قطعة صغيره من الخشب حيث يتم الضرب على القطعة الخشبية الصغيرة الملقاة على الأرض بقوه حتى ترتفع الى الأعلى ومن ثم ضربها بالمضرب الخشبي أيضاً وإرسالها الى مسافة بعيده , طبعاً أنا أتحدث هنا عن الألعاب الشعبية التي فى بلادنا حيث لدينا مخزون ثقافي وشعبي كبير خاص بالألعاب وبعضها مرتبطة بمواسم معينة كشهر رمضان أو موسم الحج أو وقت الزراعة والحصاد , وهناك مئات الألعاب والتي تم توثيقها مؤخراً.

وفى سياق الحديث ذاته , لم يعد الأطفال يهتمون بهذه الألعاب حالياً حيث أصبحت من الماضي القريب والتي بالنسبة لهم عفا عليها الزمن , وأشعر بحزن عميق كلما مررت بالقرب من إحدى الأحياء التي كنت ألعب بها فى فترة الطفولة وقد وجدتها صماء يفترشها بساط من الإسفلت القاسي والأرصفة على جانبي الطريق حيث كانت سابقاً ترابية والملاعب لم تعد كذلك أيضاً بل أصبحت كتل خراسانية من المباني الحديثة , والمدهش حقاً أن الأطفال نجدهم أمام ألعاب الشبكات وفى مقاهي الانترنت أو فى صالات البيلياردو!! وكأنهم أشخاص ناضجين فى أجساد صغيره.. لم تعد براءة الطفولة كالسابق.

الألعاب الجميلة بدأت تندثر وحل بديلاً عنها ألعاب الكمبيوتر والبلايستيشن والإكس بوكس وغيرها من تكنولوجية العصر والتي من سلبياتها الإنطواء , الخمول , الكسل والتعود على تقمص دور المجرم وإستخدام العنف والتوتر المصاحب للعب وايضاً المساهمة بارتفاع عدد المصابين بضعف البصر وآلام المفاصل وذلك بسبب تشنجات الأصابع عن طريق الضغط بقوه على يد التحكم وغيرها من الأعراض الصحية والاجتماعية الاخرى , فيا ترى هل نحن الذين نتغير ام أن الزمن قد تغير؟!!


بقلم / حفيظ ناصر

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس