الموضوع: الهنود الحمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 09 / 2008, 08 : 07 AM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

الهنود الحمر

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/168.gif');border:4px groove purple;"][cell="filter:;"][align=right]
شعبٌ متخلّف متوحش همجي!!!
هذا ما ترسب في أذهاننا و عقولنا عنهم من خلال قراءة تاريخ المنتصر و بفضل أفلام رعاة البقر الأميركية..
إنهم جذور هذه الأرض و السكان الأصليون في قارّة أميركا.
حين هاجرت إلى كندا كنت أخاف منهم، حين أرى أحدهم سائراً على الرصيف الذي أسير عليه يدقّ قلبي بعنف و أنتقل بسرعة إلى الرصيف المقابل حتّى لو كانت إشارة السير حمراء هرباً منه...

مع الأيّام بدأت أعتاد على وجودهم، أصادف بعضهم في وسط المدينة بادية عليهم مظاهر الإسراف بتناول الكحول و المخدّرات و أجساد مكومة أكاد أن أتعثر بها في طريقي.. في البداية لم أفكّر لماذا في كلّ مرّة نخرج في مظاهرةٍ من أجل فلسطين ينضمّ إلينا كلّ هندي أحمر يصادف مظاهرتنا و كأنه منّا؟! في إحدى المظاهرات أحسست بيد تربت على ظهري من الخلف، التفتّ قال لي: " و أنا أيضاً مثلك سرقوا منّي وطني " تأثرت و لكنّني اكتفيت بالابتسام له دون تعليق ربما خجلاً من أصدقائي الكنديين و الأميركيين الذين خرجوا في المظاهرة تضامناً معي و من خلالي أو من أجلي مع فلسطين، لكنه بعد دقائق أعاد الكرّة فربتّ على كتفه و ضغطّ بباطن كفّي و أصابعي إشارةً إلى التعاطف، و كأنه كان لا يريد أكثر من هذا!
و في كلّ مظاهرةٍ كنت أراه بانتظارنا متحمسا و كأنه يدافع عن وطنه و كيانه!! البداية ..
في اليوم التالي من حصولي على الجنسية الكندية دخلت إلى الصف حيث كنت أدرس أحد الأشياء الكثيرة التي درستها في هذا البلد، تحلّق الزملاء والزميلات من حولي لتهنئتي بالحصول على الجنسية، و جاء دورها قالت لي بغصّة واضحة و بصوت حزين لن أنساه: " سعيدة من أجلك، بعد ثلاث سنوات أصبحت كندية وأنا هنا منذ أكثر من ستّة آلاف سنة و لا حقّ لي بهذه الجنسية " فلسطينيةٌ أنا و بموقفٍ لا أُحسَدُ عليه!!أحسست بخجلٍ شديد و صغرت أمام نفسي و تضاءلت أمامها حتّى تمنيت أن أتلاشى..
موقفٌ غريب هي فيه الفلسطينية العملاقة و أنا بموقع إسرائيلية قزمة!!لم أهرب منها.. عانقتها و أنا أرتعش من التأثر حتّى تمنيت أن أنصهر بها في تلك اللحظة، قلت لها : " آسفة آسفةٌ بصدق ما كان لي أن أكون هنا و ما كان لي أن أحصل على جنسيةٍ تسرق منك حقوقك بوطنك و أرضك "و كانت كبيرة و رائعة، قالت لي : " اطمئنّي لست من وقف بيني و بين أرضي، لقد انتهى الأمر منذ زمن و إلى الأبد، أرضي تحبّ أمثالك و تفرح بوجودهم هنا".و كان هذا إيذاناً ببدء صداقةٍ بيني و بينها، أصغيت لها طويلاً و عرفت منها و عن قومها... و الآن و بعد خبرة سنوات طويلة أقول و بكلّ ثقة: " الهنود الحمر على نقيض صورتهم في أفلام رعاة البقر!
شعب ودود و طيّب جداً لديهم من الوداعة ما لا تجده كثيراً مسالمين إلى حدٍ لا يصدّق، قد يكونون الآن و بمقاييس حضارة العصر متخلفين، قسم كبير منهم لا يكملون تعليمهم و يتعاطون المخدرات و يدمنون الكحول هرباً من الواقع من جهة و من جهةٍ أخرى لأنه متوفر لهم جداً ، حتّى الذين يريدون شراء الكحول و التبغ بسعر رخيص و بلا ضرائب يشتريه مهرباً من مناطق الحكم الذاتي الخاصّة بهم، أمّا التاريخ لم يكن أبداً تخلفاً و تشهد به الآثار المتناثرة على طول القارّة و عرضها، فلسفة الحياة و علاج الجسد و الروح ممّا يضيق المجال لشرحه و تعداده، ما أودّ أن أشير إليه في هذا المجال هو الآثار الفينيقية و العربية التي تمّ العثور عليها في أنحاء القارّة كذلك وجد عدد من الباحثين عددا كبيرا من الكلمات التي تعود لأصل عربي في عدد من لغات الهنود الحمر، وكذلك حين دخل الجنس الأوروبي هذه القارّة وجد فيها الكثير من الزنوج المسلمين و قد عمل الباحث الدكتور يوسف مروة على هذا الموضوع و وصل لنتائج مذهلة حول التجارة و التعاملات التي كانت قائمة بينهم من جهة وبين العرب و الفينيقيين من قبل و هذا ما يوضح لنا سبب استعمال كريستوف كولومبوس لخريطة عربية في رحلته و برفقة بحارين عرب. شعبٌ متجذر في هذه البلاد كان له تاريخ و حضارة و ديانات قد ضاع و على طريق الاندثار منذ أن بدأ طمس و تزييف التاريخ و اقتلاع كلّ الأشجار من جذورها.أودّ أن أقول لشبابنا المفتون بمظاهر و قشور الحضارة المستوردة و آخر يعيش في الماضي مغلق العينين تعرفوا عمّا جرى للهنود الحمر فواقعهم هو المستقبل المُعَدّ لنا....
لنا جميعاً بلا استثناء..زمن العبودية لم ينتهِ! المجتمعات الاستهلاكية و المتع الرخيصة الحسيّة على اختلاف أنواعها و تشويه كلّ جميلٍ فينا و إنزالنا مجدداً بعد أن أكرمنا الله من الإنسانية إلى البشرية وانقلابٌ على القيم أمجاده داعراتٌ على الفضائيات....
واااا مـعـتصـمـاااااه........
العصمة يا ربنا بك أنقذنا من مثل مصير الهنود الحمر ..!!..

نشر في10 تموز / يوليو 2006
[/align][/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس