رد: هكذا أفهم معنى الحضارة
بعد قراءة مقالتك أستاذة هدى سأضيف إليها مقطعا من كتاب الإهانة في عهد الميغاإمبريالية للأستاذ و المفكر المهدي المنجرة:"
الرغبة في قيادة الإنسان كثيرا ما تحرك ما يسمى الحضارة الغربية في علاقاتها مع الآخر؛ ومن تم ، كان من العسير لكل منتم للحضارة الغربية أن يتكيف مع أية حضارة أخرى من غير حضارته بطريقة مباشرة أو بالإدماج...,ولكن الإشكال أننا نتعامل معها ،بينما هي لاتتعامل معنا؛ بل تحاول إخضاعنا لقيمها.
وعلى الرغم من هذا كله فإنه لابد أن نكون منفتحين على الآخر ،حتى لو لم ينفتح علينا ، حتى ندرك الثقة في أنفسنا وباعتمادنا على أنفسنا يجب ـ وهذه كلمة يمكن أن تقلق بعض الناس ـ أن نحترم أنفسنا؛ إذ يصعب علينا أن نطلب من أجنبي أن يحترمنا؛ بينما نحن لانحترم أنفسنا ؛ فرؤساء دولنا لم يحترموا شعوبهم والمثقفون لم يحترموا شعوبهم كذلك ؛ وشرط الإحترام الذاتي هو الإلتزام بمبدأ الحرية في التواصل ،وتبادل الآراء بمساحات فكر واسع وتركيب عقلاني واسع، يمكن أن يشكلا قاعدة للتقدم".
في نفس الكتاب حين يقارن المفكر المهدي المنجرة بين النخب العربية و الغربية فإنه يضع إصبعه على سبب من أسباب تخلفنا: النخبة عندنا ,أو على الأقل نسبة مهمة من النخبة عندنا, تظل مرتزقة لأنها تبحث عن المناصب ولا تأبه في مبادراتها بربط الصلة مع القاعدة الشعبية ..إن أكبر حوار نحتاج إليه هو حوار داخلي مع شعوبنا وداخل شعوبنا .
أولوياتنا ماتزال سياسية تقدس السلطة وتهمش التنمية التي لطالما تطالب بها شعوبنا للنهوض بوضعها الإقتصادي والتعليمي وغيرها من مجالات البناء الإجتماعي...
نحن مدعوون للبحث عن وجودنا ،عن كينونتنا،نحن محتاجون لحركة نهضوية تساعد العرب و المسلمين والعالم الثالث لأن يستعمروا أنفسهم مادامنا لم نعد نملك ذاتنا اليوم".
دمت بخير وشكرا على طرحك القيم .
|