عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 09 / 2008, 25 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

حين استعد رمضان للرحيل..



كان رمضان يلملم آخر أيامه و لياليه للرحيل حين جالس نفسه و مضى يتذكر رحلات إيابه وذهابه السنوية.
قديما في بلاد العرب لم يكن له شأن أوميزة عن باقي الشهور,فهو لم يكن الأول و لا الأخير بل التاسع . و اسمه لم يشتق من حادثة جميلة أو واقع مبهر بل من الرمض الذي ينهك المرء وقد يهلكه .
لم يصر ذا قيمة حتى كرمه عز وجل بإنزال أول آيات القرآن الكريم في يوم من أيامه


فبينما كان النبي اليتيم الأمي يتفكر في خلق السماوات و الأرض وحيدا في الغار مبتعدا عن عباد الأصنام و الأوثان جاءه جبريل ليقول له: اقرأ و يرد عليه الأمين الكريم الخلق و المنهج: ماأنا بقارئ.ليككررها جبريل ثلاثا ويرد عليه الطاهر المعتكف في الغار نفس الرد وليقول له جبريل:""اقرأ باسم ربّك الذي خلق. خلق الإنسان من علق.
اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم
".
حفظ النبي هذه الكلمات التي كرمته وأعلنت عن اختلافه و سموه عن باقي الخلق بتنزيل الوحي عليه دون سواه لكنها في الوقت ذاته كرمت الشهر و جعلت منه شهر يمن و بركة و شاهدا على ميلاد تاريخ إنساني عظيم.


استمر الوحي في النزول و أذن للنبي بأن يكون رسولا يدعو إلى الدين الحق .
;وقد كافح أشرف الخلق و قاوم جهالة قومه و المعادين له ثلاثة عشرة سنة في مكة ليهاجر بعدها إلى المدينة بعد أن كان المشركون كلهم نية خبيثة و عزيمة شرسة لقتله و خنق رسالته.
هاجر محمد صلى الله عليه و سلم وانتظره أهل المدينة المنورة منذ أن علموا أنه قادم صباحا و مساء ا بلهفة ا تخمد و كثب و شوق لاينطفئان ليهرعوا لاستقباله منشدين
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فيناجئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
.
فبدأ تأريخ جديد لأمة حديثة الولادة وحين وصل شعبان من السنة الثانية للهجرة فرض صيام رمضان مصداقا لقوله تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينّات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه).وكتب لرمضان بأن يصير تكريمه إلاهيا .
كلام الله تلاه كلام الرسول صلى الله عليه و سلم فقد قال :(إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ)و( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ:


ورفع مقدارالشهر التاسع في قلوب وعيون المسلمين.
عندما يتذكر رمضان هذا لا يجد في كل خزائنه كلمات تكفي لشكر الله و الرسول.
يقول في نفسه:" كم كان قدومي منذ ذاك العهد ولازال يحظى بكل الترحيب و الإستبشار!.
إن كل الفرح يملؤه بليلة النصف لأنها أنيرت ذات عام بميلا د الحسن بن علي و فاطمة رضي الله عنهما. وكل الفخريغمره بيوم السابع عشرالذي يحمل بصمة النصر في غزوة بدر و كل الخشوع يكسوه وهو يرى صورة وضع أساس جامع الزهر في أحد أيامه ثم صورة أول صلاة جمعة في هذاالجامع في السابع منه
رمضان لم يجد نفسه إلا معجبا بعزيمة المسلمين وتآخيهم و تآزرهم واتحادهم في أيامه تلك و لم يتمالك نفسه ليردد بقوة :"اللهم انصرهم متى نصروك.".
لايزال يرددها حتى تبادرت إلى ذهنه ليلة القدر فقرأ سورتها بعد البسملة:
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِوَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍسَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
ارتجف قلب رمضان من ورعه و هاهو ذا ينتظر طلوع فجر جديد على أمة أحبها و أحبته, اصطفى الله لها نبيا سيرته نور ودربه ليس لتابعه إلا السؤدد و التوفيق .

Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس