عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 01 / 2018, 02 : 12 PM   رقم المشاركة : [125]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: حوار الأديبة القاصّة والكاتبة الصحفية الأستاذة هدى نور الدين الخطيب

قصيدة وقراءة
قراءة في قصيدة "حبك ماء عذب"للأديبة هدي الخطيب
أولا : القصيدة

الله.. الله.. الله..
أدور..الله الله
أرقص..الله الله
أطير..الله الله
أحلّق..الله الله

كلماتك سحرٌ
و حروفك عزف
و عباراتك قيثارةٌ
وحبك ماء عذبٌ
أنبت لي جناحين
و ها أنا الآن أطير
أطير و أطير و أحلّق
شراييني أوتار قيثارة
و كلماتك أصابع فنان

أي برق هذا في الروح؟!
ضياء قمر في الروح
بل شعاع شمس هو..

من ضياء حبك أستطيع..
أن أضيء الزمان
أفرش النور..
على نصف الكرة الأرضية
لتشعّ الأرض كلّها
بنور حبك..
أحبك حتّى...
أذوب بك وجداً
الفناء بك مشتهى
أنصهر..
أفنى..
ثم أولد من خلاياك..
فنائي بك انبعاث
و انصهاري بك ميلاد
أحبك أكثر..
أطير في فضاء حبك
تمطر سماءك عشقاً
تمطر ياسمينا و فلاً
و فوق غيمة من ورق الورد
يسكنني حبك
يطهرني
يعصمني
حتى أغدو كالنسيم
كالندى شفافية
كالملائكة صفاءً
كالجدول ينصهر بالنهر
كالنهر ينصهر بالبحر
أنصهر بك
أمتزج
أفنى الفناء اللذيذ
و أذوب
و أذوب
وأذوب..
ثانيا :القراءة
إذا كان عنوان النص هو مفتاح التعالق الجمالي معه في حال التلقي فإن العنوان هنا برجماتي كاشف بالدرجة الأولي عن حالة انفردت فيها الذات بنفسها وانتزعت نفسها من العالم لتصنع حالة متفردة من المناجاة وتخلق عالما موازيا طرفاه الأنا والهو فقط
والعنوان أيضا مختزل للرسالة الرئيس في هذا النص وهي الحب يساوي الحياة فلم يكن من المجانية اختيار مفردة الماء في التركيب السياقي لشعرية العنوان فالمفردة هنا علامة سيميائة كاشفة عن تلك العلاقة المهمة بين الحب باعتباره مصدر حياة الذات بشكل خاص والماء باعتباره مصدر الحياة بشكل عام وهنا يتماهي الخاص مع العام ليفضي بِنَا إليّ حالة صوفية تحلق فيها الذات معزولة تماما عن العالم المادي وهذا ما يكشف عنه متن النص
وإذا كان النص مفسرا لعنوانه من القاع إليّ القمة فالقاع هنا جاء يحمل وعيه الجمالي والدلالي ايضا عبر إيقاعات مدهشة للتركيب السياقي اللغوي الدال علي مستوي التشكيل البصري والتشكيل الجمالي ايضا ومصدر هذا الوعي تلك الفاتحة النصية
الله الله الله
أدور الله الله
أرقص الله
أطير الله الله
أحلق الله الله
هذه الفاتحة نواة حالة الوجد الصوفي تقف عليها الذات مطلقة حالة كونية مغايرة تؤسس لحياة مختلفة مصدرها الحب الشفاف عبر إيقاع وكأنه دفوف الحضرة الصوفية تعلن حالة التجلي الروحي وهنا يفني الجسد وتحيا الروح وهذه الفاتحة تتوالد داخل النص لتصنع علاقات متشابكة ونورانية بين معطيات النص الشعرية علي مستوي تركيب الصورة الجمالية والتي تناثرت كشعاعات مختلفة تعلن حالة فريدة من الصفاء الروحي الذي يحمل الذات علي الرقص والطيران والتحليق والانصهار والامتزاج والذوبان وكلها صور مرتبطة بالآخر المحبوب الذي تنحته الشاعرة نحتا هنا وإن كانت لا تشير إليه صراحة لانه مصدر إلهام كل شئ
وعلي مستوي هندسة الجملة الشعرية في الخطاب الشعري العام والتي جاءت فضلا عن تكثيفها متفجرة في بنائها حتي ليصعب حذف جملة مفردة واحدة منها وكأن كل مفردة لبنة قوية في بناء المعمار الشعري للنص وهذا ايضا نتاج الوعي الشعري الحاد عند الشاعرة كان من نتاج هذا الوعي ايضا توظيف ذلك التكرار بشكل محسوب فتكرار مفردة الله الله في التأسيس الأول للنص فتح النص علي إيقاع جمالي عام راسخ في الوجدان فكلما رأينا شيئا جميلا قلنا الله الله ثم تسحب الشاعرة هذا العام المستهلك الي الخاص الطازج والذي يجعلنا عبر توظيف هذا الوعي نشعر كأننا نراه لأول مرة
وتأتي التداعيات الدالة عبر المجري الشعري للنص كاشفة عن خصوصية هذا القاع في الخطاب الشعري وتحولاته الجمالية مع تحولات الحالة الروحية والدخول في التجربة الصوفية الكاشفة عن الرغبة الشديدة في بيان تلك المعادلة بين إلانا وال "هو" فالأمانة راغبة في الفناء والذوبان فيه لتحيا من جديد وهذا يفسر لنا شيئين:
الأول : حضور سلطة الفناء بشكل طاغ والذي دل عليه تكرار مفردة الفناء باعتبارها علامة سيميائة ذات سلطة علي توجيه الخطاب العام للنص
الثاني : تأطير النص في ذلك الشكل الصوفي إشارة إليّ نقاء الحالة وحضور عالم مختلف كله جمال حتي وإن كان علي مستوي الوهم ولذلك تناثرت عبر النص زركشات الحالة علي مستوي الصورة واللغة من الانصهار والفناء والولادة من الخلايا والذوبان وامتزاج البحر والنهر
كل ذلك في رغبة لتحطيم الثوابت والقضاء علي المطلق الرتيب
وجاءت اللغة هنا راقصة ممهورة بحالة من الفرح تتوازي مع التركيب الجمالي والحالة الشعرية للنص في نص تسلمك ألفه إليّ يائس في تماسك عجيب وكأنه يقع من خلال رمزيته بين قوسين شعريين مضيئة أولهما "الله"وأخرهما "أذوب " فكلاهما يفضي الي الآخر في عشق صوفي وما بينهما جداول من الجمال لعالم صنعته الشاعرة علي ناصية القصيدة يتماهي فيه العام مع الخاص بلا حدود وكأن رسالة النص الأولي هي لا مطلق مع الحب مصدر الحياة وخالق الجمال
والنص ايضا مرواغ جدا بين حالات وتأويلات متعددة في الكشف الدلالي فهو إشارة الي حب الله وحب الذات وحب الآخر المعشوق وإعادة تفتيت العالم لكن الشعر الجيد هو الذي يزعج علماء المعني ويصدم المتلقي الباحث عن تأويل وحيد للنص
نص يشكل حالة كونية مدهشة من أديبة واعية ومدهشة ايضا

ا
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس