قراءة بين السطور لقصيدة ياعمتي'للشاعر غالب أحمد الغول -د. رجاء بنحيدا
قراءة بين السطور - د. رجاء بنحيدا
عمَّتي / للشاعر غالب أحمد الغول
يا عمَّتي كمْ أنا في الهمِّ غارقة .... منْ ذا الذي ينقذ المهموم من غرقِ؟
أنجبتِ لي في الدُّنا شبلاً فأسعدني ... وكان في الروح ينبوعاً من الألقِ
روحانِ في جسدٍ لو غابَ عن نظري ...كغيمةٍ البدرِ والليلاء في الغسقِ
لكنهُ غابَ والويلاتُ تجلدني ........... كالسوط مزَّق أحلامي من الأرقِ
قرأتُ أشعاره سِفـْــراً وملحمة ........... حفظتها درراً بل عانقتْ عبقي
موسوعة العلمِ والآداب جعبتهُ ....... قد كان فيها يراعاً خط في الورقِ
بكيتهُ . لنْ تجفَّ العين دمعتها ............ ولمْ أزلْ بدموعي دائم القلقِ
راقبتُ عودتهُ ياليت يسمعني ......... فالقلب في علِّةٍ قد زاد في الخفقِ
في كلّ يومٍ أرى أنسامهُ ابتسمتْ ........ والقلب شاهده يدنو إلى رمقي
يا ربِّ أكرمْ صديقي يومَ محشرنا ..... واجعلْ لنا كلّ ما نبغيه في طبق
قصيدة أنفاسها تتهادى على عروش الاعتراف والتشارك ، بكلمات أنغامها تتمادى على آوتار الحب والهوى ..في صفحات من العمر لا تعرف النسيان بل تجيد حفظ المودة بقلب ينبض نبلا ونقاء ..وبذاكرة تخفق صدقا وصفاء .. ..!!
هكذا هي أقلام النفوس النبيلة،وهكذا هي طبيعة القلوب الكبيرة تجيد الاعتراف وتتقن الإفصاح والتعبير ، فتجعلك تقف منبهرا عاجز التعبير أمام صياغة شعرية جد محبكة أمام لوحة شعرية يتداخل فيها الصوت البعيد القريب ، وتنسجم فيها الصور وتتداخل السياقات .. سياق الحدث مع سياق البوح ،لتحضر خلفية النص بذاكرة خبرورية ووعي إنساني شعري جد رائع .
إن وظيفة النقل والتفاعل ضمن سياق شعري خلقا مبدأ منسجما في الخطاب والتلقي يمكن التدليل عليه من النص مباشرة ..أو التخمين به .. أو قد يدفع إلى طرح المزيد من التساؤلات ..وخاصة أمام حالة شعورية مزدوجة مختلفة الذات / الآخر ..
هو نص شعري انفعالي صادق تأثر بخطاب معين بحالة خاصة أو بنص معين ..له مبرره الخاص وهو الدافع في هذا المد الشعري الذي يجمع بوعي بين النية والمقصد..
لكن هل تمكن القارئ من الإحاطة بالنية والمقصد ..؟؟ لا شك في ذلك مادام الشاعر قد راعى موقف القارئ ،وتوقع مدى استحسانه للقول الشعري وللرسالة التي يحملها بين ثناياه ..
نص شعري حقق مقصديته حين تحدث الشاعر بلسان أديبتنا الفضلى هدى الخطيب ، حين خلق ذاك الانسجام الدلالي التفاعلي، حين أجاد التعبير عن ألم دفين .. في ذاكرتها ووجدانها ..عن حب صادق يسكن مشاعرها لا يؤمن بالنسيان ولا يعترف به .
- يتبع
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|