المناهج النقدية والنص الأدبي 1-
لقد أبانت المناهج النقدية الغربية المختلفة عن قصورها الواضح في دراسة الظاهرة الأدبية ، لتركيزها على جانب معين وإغفال جوانب أخرى .. وهذا يوضح طبيعة تعددها واختلاف أدوات اشتغالها ومفاهيمها ..
ويعد المنهج التاريخي المنهج النقدي الأول في العصر الحديث ، هو منهج يرتبط بالوعي التاريخي الذي يجسد الميزة الحاسمة بين العصر الحديث والعصور القديمة ، ومن بين أهم رواده الناقد الفرنسي 'هيبوليت تين '..
منهج يربط الأدب بالعوامل الأساسية المكونة له : كالبيئة والجنس والوسط ... و يجعل من الإبداع وثيقة تاريخية لا أقل ولا أكثر ، فيهمل النوازع الفردية في الإنتاج الأدبي ، ويبالغ في التعميم والإطلاقية ..
ومن خلاصاته انبثق "المنهج الاجتماعي "الذي رسخ الارتباط بين الأدب والمجتمع ، وهي نتيجة من نتائج تطوير 'نظرية الانعكاس'التي ترى بأن " الأدب مرآة تجوب الشوارع " ..
في حين ركز المنهج النفسي على حقائق نفسية ، و تفاعلات الذات وصراعاتها الداخلية ، واستجلاء العوامل الخفية في الشخصية " عقدة أو ديب " عقدة ألكترا" ، والعلاقة الجدلية بين الشعور واللاشعور وفي القوانين التي تحكمها وخاصة " قانون التداعي "
وعلى صعيد آخر ، نجد آفكار العالم اللغوي السويسري دي سوسير المنطلق الأساس للمنهج البنيوي ، والبداية المنهجية للفكر البنيوي في اللغة ، لتأتي بعده مدرسة الشكلانيين الروس التي ركزت في مفاهيمها على الشكل الأدبي ودلالاته ، والطابع الكلي للبنية الكلية المتكاملة..
كما أخذ السيميائيون عن سوسير فكرة أن أية إشارة قبل ظهورها في المنطوق الفعلي ، توجد في شفرتها كجزء من قائم تبادلية،" أي من نظام العلاقات التي تربطها بإشارات أخرى من خلال التشابه والاختلاف ، ففي اللغة ترتبط الكلمات تبادليا مع المترادفات والمتضادات والكلمات الأخرى من الجذر نفسه ، والكلمات التي تشبهها صوتيا وغير ذلك .."
- يتبع -
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|