الموضوع: سيربيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 02 / 2018, 45 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
Arouba Shankan
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف

 الصورة الرمزية Arouba Shankan
 




Arouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond reputeArouba Shankan has a reputation beyond repute

سيربيل

سيربيل..


[align=justify]الساعة الخامِسة إلابضعة أعوام..كانت اسطنبول ترزحُ تحت عاصَفةٍ ثلجية أخفقت دائِرة الأرصاد الجوية في تخميناتها التي توقعت أن تتوقف خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر! مازال الوقتُ مُبكراً لتنهض سيربيل بعد عملها الشاق في إحدى المستشفيات الميدانية، الذي تم استحداثة إثر إندلاع المواجهات جنوب بلادها!
لم تنل قسطاً كافياُ مِن النوم، كانت تُفكرفي الحالات التي وصلت المستشفي يوم أمس، مما جعلها تفقدُ توازُنها، وتشعر بالدوار، لِذا كان أول ما فعلتهُ لدى دخولها المنزل أن استلقت فوق سريرها وغطت في نومٍ عميقٍ!! اِستمر كل ماحولها هادئاً حتى انبلج فجرُ المدينةِ الكبيرة..نظرت ماحولها مُسترجِعةً أمسها، وكيف وصلت سريرها! ما إن بدأت بالنهوض رويداً رويداً، حتى بدأت الأفكار تتزاحم في رأسها..كان عدد الجرحى كبيراً قياساً لجرحى الأيام السابقة ثلاث حالات وفاة
أم وابنتها قُتلتا طعناً بالسكين..وجثة لأحدهم قضى نحبه في ساحة القتال..
ـ ليرسلوهم إلى الجحيم أولئك الذين اِعتنقوا مذهب داعش، قالت ذلك وهي تهِمُ بصنع قهوتها، لتجلس خلف نافذة المطبخ وتتأمل نُدف الثلج، في صمتٍ شابه صمت الطبيعة البيضاء، إنهُ يوم عطلة تتمناهُ كذلك، تتمنى أن يمر كل شيء هادئاً، كما صقيع الطبيعة أجمل مافيه صمته رغم شدة برودتهُ..
ـ مرت الدقائق دافئة خلف نافذتها،،أضفى شرب القهوة شيئاً من الإستمتاع إلى ذاكرتها المُتعبة ..قليل من موسيقى الصباح، وبعض من تمارين رياضية تمارسها يوم عطلتها لتشعر بشيْ من المرونة،قبل أن تبدأ رحلة التسوق في هذا الجو القاسي.تنبهت لفقدان كرت البنك،
ـ تُرى أين أضاعته؟ عليها التوجه إلى المصرف لإخطاره بفقدان الكرت..ثم عليها التبضع للأسبوع القادم..ستكون المُهمة صعبة للغاية.. عادت من جديد تبحث عن كرت البنك ستجده لن تتسرع، سوف تجده، ماهي إلا لحظات حتى وجدته في جيب معطفها الذي ألقت به أرضاً فور عودتها بالأمسِ، هاهو بين يديها مُجدداً لن تذهب إلى المصرف، بقيت مهمة التبضع والتي ربما تُلغيها، مازال في الثلاجة مايكفيها، لن تُشغل نفسها بالطعام..قررت الإستمتاع بيوم إجازتها قدر المُستطاع وستفعل..توجهت إلى صالة منزلها الصغيرة التي أعدتها كما تشتهي، وعلى صوت غيتاره راحت تلهو بخصائل شعرها الأشقر المُنسدل فوق كتفيها بتناغمٍ يُشبه تناغم أوتار غيتاره الذي سرق اهتمام أناملهُ بشعرها لتعزف أجمل الألحان، غاب كثيراً عنها..ستشتاقهُ في شتاء اسطنبول الطويل...سوف تُقضي ليالي الميلاد وأعياد رأس السنة بِرفقة معزوفاته، وصوره التي زينت بها صالتها الجميلة..
قضت لحظات مُمتعة تسترجع حضوره لصالتها..وسط شجن موسيقاه وخصلات شعرها التي شاركتها طرب الإستمتاع..لفت نظرها صورته على إحدى الفضائيات الموسيقية، وفي نبأ عاجل
قرأت مايلي:
رحيل عازف الغيتار عن عالمنا إثر إندلاع حريق كبير في صالة أحد المسارح، أثناء عزفه فيها.. الحريق خططت لهُ ونفذته مايُسمى بداعش..
توقف غيتاره عن صدح الحكايات التي قدمها معزوفة تحاكي القلوب المجروحة..
سقطت أرضاً حبيبتهُ التي ملأت أرجاء غرفتها بمعزوفاته وصوره، تعالى صوت موسيقاه فرافق نُدف الثلج هطولاً وعذوبة.. تناغمت الطبيعة وأنامل الفنان الشاب غير عابئة بِمُخططات داعش مُعلنةً استمرار الحياة موسيقى، وعذوبة.. وبأن الشتاء سيمضي ..مُحالٌ للربيع أن يأتي دون أزاهيرٍ تتطلع إلى الشمس،، ولو طال الإنتظار..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع Arouba Shankan
 

مازلت ابنة بلاط رباه في أعالي المجد بين الكواكب ذكره
أحيا على نجدة الأباة ..استنهض همم النبلاء.. وأجود كرما وإباءً
Arouba Shankan غير متصل   رد مع اقتباس