11 / 03 / 2018, 05 : 06 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
تحويل القدس عاصمة للعدو وصفقة القرن وتصفية القضية وصمتنا القاتل
تحية نور أدبية مطعونة في صميم القلب والروح..
مرّ وقت طويل جداً دون أن نفتح قاعة الندوات لنعرض ونتحاور في قضايانا العربية عموماً وقضيتنا الفلسطينية خصوصاً..!
فهل نعود لفتح آفاق الحوار وتبادل وجهات النظر؟!
هل أنتم مستعدون لتقبل صراحتي والتعبير عن وجهات أنظاركم؟؟!!..
حين تفتح براكين المصائب والكوارث أفواهها وتخرج حممها لتغطي الأرض العربية بأسرها ؛ نفقد القدرة على التوازن والتركيز ولا ندري على أي جنب من الهمّ ننام حتى نغدو أمواتاً بقمصان أحياء ..!
حين يتحول العالم العربي بأسره مرتعاً لأكثر الجواسيس انحطاطاً عبر التاريخ ، وأقذر درجات العمالة والخيانة والتجارة بالوطن والتنازل عن الأرض والمقدسات ..!
حين تصنف شريحة كبيرة من المواطنين العرب - أشلاء الضحايا من الأطفال الأبرياء والدم العربي النازف المهدور - إلى مهم وما لا أهيمة له - حسب هوى الزعيم الذي يقدسون ويعبدون من دون الله - وكبش الفداء الذي يختاره - تشجيعاً لإجرامه وتبريراً لخياناته - حين يغدو الوطن العربي بأسره أرض الخوف والصمت والخنوع وتزييف الذمم والرياء والتزلف له - حين يغدو الشرف والوطنية والحس الإنساني السليم في أرض العرب وصمة عار وجريمة تعاقب عليها السلطات - حين يدك الشرفاء في السجون أو يدفنون في القبور - حين يغدو العالم كله مرتعاً للفوضى والبلطجة تحكمه شريعة الغاب ونحن ضحاياه وحقول تجارب أسلحته وسباق مهاراته في القتل ..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حين يبيع تجار الحكم قدسنا ومقدساتنا وقبلتنا الأولى ومعراج نبيينا وأرض المحشر إرضاء لصهيونية ترامب ويقدمونها بصك تنازل للعدو المحتل عربون صداقة..!
حين يهجّر أهالي سيناء ويحولون كلهم لإرهابيين في سبيل تفريغ أرضهم ومنحها وطناً بديلاً لإراحة الصهاينة من الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية العربية نهائياً ..!
حين نتنازل عن أرض لأجل مشروع يثبت التطبيع ويمنح العدو الصهيوني السيادة في الملاحة بدلاً عن قناة السويس التي ستفقد كل قيمتها..!!
حين نتنازل عن مياهنا وبترولنا البحري للعدو ونشتريه منه بأعلى مرات من السعر العالمي..!
حين نشاهد على الملأ كل هذا السباق المحموم من كل حدب، لإرضاء العدو الصهيوني وتثبيت احتلاله..!
حين يصفق الناس للجريمة والاحتلال ويبررون القتل والتغيير الديمغرافي بناء على حسابات طائفية ومذهبية ونفعية لإحدى الدول المحتلة ليحل الأفغان مكان العرب القتلى والمهجرين من أرض آبائهم وأجدادهم ..!!
حين يشجع البلطجي المجرم حفتر وقتلته على كل ما ينكب الأرض الليبية ..!
حين تنزف اليمن مهد العروبة وفجر التاريخ حتى الموت والفناء..!
حين نرى بأم العين داعش تدعمها السلطات العربية والغربية تنفذ بها مخططاتها وتشوه بها الدين الحنيف الطاهر .. ولا يرفّ لنا جفن..!!
حين نستقبل الصهاينة ببرلماناتنا ونرحب بوفودهم ونعزف نشيد احتلالهم ومجازرهم وتزييفهم بحجة الرياضة..!
حين تذهب وفود من إعلاميينا لزيارة العدو في الأرض المحتلة ودعمه ولا يعترض أحد منا..!
حين ينتشر الذباب الالكتروني لتشويه صورة الفلسطيني اللئيم الذي لا تعنينا قضيته ولا ينبغي أن ننضيق على أنفسنا لأجله، وتلميع صورة الصهيوني المسالم الذي ستمنحنا صداقته الحضارة وجمال السياحة ورغد العيش..!!!!
حين وحين .. وحين...!!!
هل كلامي ثقيل مر؟؟..
نعم بالتأكيد .. هو غيض من فيض نكباتنا ومآسينا وانهيارنا وهواننا وتفكك أمتنا..!!
لكل ما أشرت وما لم أُشر إليه - القدس يتيمة - ولأنها يتيمة لم يتردد ترامب بإعلانها عاصمة للعدو الصهيوني المحتل ومن ثم الإعلان عن تدشين سفارة بلاده فيها يوم الذكرى السبعون لنكبتنا..!
ظن حينها كثير من الناس والمحللين أن ترامب بقراره فتح على نفسه وعلى العدو الصهيوني طاقة الجحيم وأن الهدير العربي والإسلامي سيغدو كالفيضان يجرف كل ما يقف بطريقه بعد هذا القرار الإجرامي العدائي..!!
لكن ترامب والصهاينة وحكام العرب كانوا يعرفون أننا سنذعن ولن نفعل لأجل مسرى رسولنا وقبلتنا الأولى وأرض محشرنا ومهد المسيح والعذراء أي شيء وأن الثورة المضادة قضت أبدياً ونهائياً على الشعب العربي وضمير انتماءه ووطنيته ومقدساته الدينية..!!
اكتفى البعض بالإدانة والاستنكار الرقمي عموماً والفيس بوكي خصوصاً ثم نام مجدداً نومة أهل الكهف..!
غداً ستمر صفقة القرن ودفن القضية الفلسطينية كما مرت صفقة القدس ، وسنكتفي أيضاً ببعض الإدانات الفيسبوكية والتويترية ثم سيلي ذلك تنازل جديد وآخر فآخر... وفي كل مرة سنكتفي ببعض كلمات الاستنكار نكتبها ونحن نمضغ اللبان ، وإلى أن تتفكك كامل الأمّة وننتهي نهائياً وتحلّ شعوب آخرى مكاننا وفي بيوتنا.. !!!!!!!!!!!!!!!!
قضية القدس اليوم فقط يوم الجمعة عند بعض نقاط التماس في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وغزة في هذا أكثر نشاطا من الضفة الغربية بسبب نشاط فصائل المقاومة في القطاع.. حتى أنّ حركة الجمهور الفلسطيني لم تجد تغذية سياسية لا من قيادة السلطة الفلسطينية ولا من الدول العربية والإسلامية.. وكل توقعات مراكز الأبحاث الممولة غربياً والإعلاميين الذين ظنوا أنهم يصنعون خيراً خابت..!
القيادة الفلسطينية لم تقدم دعما للشارع الفلسطيني وكبحت فعلياً أي تحرك ضمن التعاون الأمني مع العدو؛ وما زالت تكرر تمسكها بما يسمى: " العملية السلمية " بعد أن رهنت نفسها ومصير الشعب الفلسطيني بالإرادتين الصهيونية والأميركية.
هذه قراءتي بالنسبة لقضية القدس وصفقة القرن ولا أرى أي بادرة تبشر بتحرك يوقف هذه المؤامرة الهائلة التي تتفوق على المؤامرة التي جرت منذ سبعين سنة خلت وأسموها: " النكبة " ..!!
يهمني جداً أن نفتح باب الحوار والنقاش لما ستؤول إليه الأحوال في موضوع القدس والقضية الفلسطينية وتصفيتها وصفقة القرن
بانتظاركم ..
هدى الخطيب
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|