[لطيفة الميموني]

يا سيدي...
حلكات الدهر قذفتني
وبطريقك أوجدتني
فعشت ليال ملاح
واختلط علي المحال بالمباح
وتلألأت أحلامي للصباح
واشتعل الصدر بالصياح
في الداخل أصوات تتعالى
إلى الرحمان تتهادى
ألا فاسمعي يا نفس يا لوامة
بأني لن أدخل الدوامة
كفاني ما لقيت من عذابي
وما حصدت من سرابي

لا تتعجب...
أوقدت فيّ شعلة نار
وأفحمت القلب بلا دخان
تراتيل هواك خنقتني
ترانيم شذوك كبلتني
أبجدية النساء خدعتني
زلة الحنين راودتني
وشباكك أفزعتني
وحين شعرت بثقلي
أعفيتك مني ومن حملي
فأبعد رماحك عني
ولا تكن الضحية والجاني

ياسيدي...
صوتي المبحوح يناديك
وأنت مخلص للرحيل
فليس للنسيان سبيل
فليتني أكون بمثل إخلاصك ..للسهو
وأبعد كل أحاسيس الشجو
سأجتثّ أوراقا من كناشي
وأستسلم للوحدة في فراشي
وأمسح كلمات العشق من دفتري
وأمحو أثر الهوى من وجداني
وأرفع شعار امرأة بلا عنوان
شاردة مستسلمة للنسيان

لا تتعجب ...
كنت لي عيدا وحلما وجنة
فمر العيد سريعا...
ووئد الحلم صبيا..
وطردت من الجنة...
بيديك وقعت صك موتي
ويوم يعلو نعشي ستقرأ نعيي
فاعلم يا سيدي...
أن بالنعش جسدا مات غدرا
وسلبت منه الروح قهرا
ولم يعرف للصباح فجرا
فاستبدل الحياة قبرا