عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 05 / 2018, 06 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: استفتاء جماهيري - القراءات النقدية - مسابقة نور الأدب الكبرى 2018

2-
ضيق العبارة واتساع الوجع.
قراءة في القصة القصيرة جدا "عقيم" للقاصة هدى نورالدين الخطيب


تواصل القاصة والصحافية الفلسطينية المقيمة بكندا هدى نورالدين الخطيب تشييد عالمها الأدبي المتكامل والمنفتح على أكثر من جبهة؛ ما بين الشعر والقصة والرواية والترجمة والتمريض والصحافة، شأنها شأن الشعب الفلسطيني الأبي المناضل والمُوِاجه والمُوَاجه من كل المواجع والجبهات.
لكن، تبقى الكتابة سلاح الفلسطيني، ألم يتساءل الشاعر الكبير محمود درويش: "ما الذي يجعل من الكلمات بنادق؟".
من هذا المنطلق، لم يكن الأدب الفلسطيني أدبا من فلسطين وإلى فلسطين فحسب، بل كان وما يزال أدبا إنسانيا خالصا يخاطب الإنسان أينما وجد، وتلك سمة الأدب الخالد.
وخير الأدب ما كان ممتعا ومؤنسا، يضحك ويبكي، موجعا وسريعا موجزا يصيب الهدف دون كلل أو ملل لقارئه، ومن ثم كانت البلاغة هي الإيجاز، وهو شيء محبب عند العرب.
ويتخذ الإيجاز التعبيري أشكالا متعددة في أدبنا العربي المعاصر وإن كان مستمدا في غالبيته العظمى من الروافد الأجنبية على اختلافها، وتأتي في مقدمته القصة الومضة والقصة الشذرة، وقصيدة الومضة والخاطفة والشذرة والقصيدة القصيرة، والقصيرة جدا، وقصيدة الهايكو، ثم القصة القصيرة جدا.
فإذا كانت الأقصوصة "هي الشكل الأدبي المطابق لمجتمعنا المفتّت المحروم من أي وعي جماعي"1 حسب تعبير المفكر المغربي الكبير عبد الله العروي، فإن القصة القصيرة جدا في العالم العربي الأن، هي الشكل الأدبي السردي الأكثر غوصا وكشفا عن عورتنا العربية، ووخزا للضمير العربي المتجمد..
قرأت ضمن ما أقرأ للأديبة هدى نورالدين الخطيب في مجالات عدة، وأغلب ما تنشره في موقع "نور الأدب" ومن ضمن هذا المقروء القصة القصيرة جدا الموسومة بـ"عقيم" والتي جاءت على الشكل التالي:

(( زرع عجزه في رحمها صحراء قاحلة، طمست أمومتها الفطرية رأفة وصبرت... خانها ليثبت رجولته، ولما أثقلتها سنوات العمر هجرها إلى نساء أخريات بلا قطرة ماء تغسل فيها تعبها...)


أهم ما يميز هذه الكبسولة القصصية القصيرة جدا: الايجاز، التكثيف، التقطير، تقزيم الحدث، الشعرية، الوجع، الصراع، ضيق العبارة، اتساع الرؤية/ الرؤيا، المباغثة...

العقيم: يعتبر العنوان مدخلا رئيسيا وسياجا للإحاطة بالمعنى العام للنص والدخول إلى أفانينه، وما هو إلا كشف لزيف العلاقات الإنسانية وعقمها وتكلسها في هذا العالم العربي الرديء.

تستفيد هذه القصة القصيرة جدا من التقنيات الشعرية وألوان الصور البلاغية القائمة على التضاد التقابلي ( زرع/ العجز) (الرحم/ الصحراء) ( الطمس/ الرأفة) ( الخيانة/ الصبر) ( المرأة/ الرجل) (الحبيبة/ الأخريات) (الماء/ التعب) وعبر هذا الوثب السردي التقابلي يتوتر ويتخلق الحدث.
استطاعت الأديبة (وهي تجمع ما بين كتابة الشعر والقصة القصيرة) أن تضطلع بنص قصصي قصير جدا شاعري، مع حفاظها على الروح السردية التي تنبض بها القصة على اختلاف أشكالها، ثم "إن القصة القصيرة جدا مزيج من القصة والشعر، فهي تأخذ من كلا الفنين بطرف ونصيب، مشكلة لنفسها خصوصية أجناسية في الشكل والمضمون والوظيفة".2.
من هذا المنطلق، والحالة هذه، استطاعت هذه الكبسولة القصصية أن تستفيد من الشعر باعتباره جنسا أدبيا أقرب إلى العاطفة، بغية التأثير في القارئ والإصابة في المعنى.
لا تصور هذه القصة العقم بما هو حالة صحية ونفسية مرتبطة برجل وامرأة( بطلا القصة) بل وجها عقيما للحياة العربية الراهنة، والعقيمة على أكثر من مستوى، الثقافي والأدبي والسياسي والقومي والاجتماعي.
ولم يكن استهلال القصة بفعل "زرع" اعتباطيا، لتتولى بعده الألفاظ "الرحم"، "الأم"، "الصبر"، "الصبر"، "قطرة"، "ماء"، "الغسل"... حيث يشكل كل لفظ حبة من حبات المسبحة لا يخرج عن دائرتها العضوية والدلالية، هذه الحقول الدلالية المهيمنة في النص والتي تستمد مرجعيتها من البعث والولادة، ما هي إلا تأكيد واستدعاء وبلورة لرؤية تموزية بعثية وإحيائية جديدة.
الحدث والتعدد الدلالي:
ظاهريا؛ تحكي الق، ق، جدا، حدثا ناميا ومتطور هو: زرع الرجل للعجز في رحم امرأة، ثم خانها، وبعد هاجرها.
في تأملنا لهذا الحدث، يتبين لنا أنه بسيط وعادي ومألوف في عالمنا العربي، لكن باطنيا؛ فالحدث القصصي المركز والمكثف أبعد من هذا، حيث يخفي داخله أو وراءه أنساقا ثقافية مضمرة ومخاتلة تحتاج تأويلات بعيدة وجهدا للوصول إلى فاكهة المعنى الذي يتعدد مذاقه حسب التكوين الثقافي والحس الذوقي للمتلقي.
ويبقى في نظري أن القصة القصيرة جدا وقصيدة النثر هما الشكلان الأدبيان الأكثر تمثيلا لمواجعنا العربية الراهنة، بلغة مواربة تجنح نحو التركيز الشديد والمعنى الطاعن المباغت، إنها صغيرة وفيها انطوى عالم كبير، وكأني بالصوفي ابن عربي يقول عن القصة القصيرة:
وتحسب "أنها" جرم صغير /// و"فيها" انطوى العالم الأكبر.
أو "كلما اتسعت الرؤيا، ضاقت العبارة" عبارات قصصية ضيقة ووجع عربي كبير، وللمتلقي واسع التأويل كما يؤكد الشاعر المغربي الجميل الدكتور عبد السلام المساوي.





++ لائحة المصادر والمراجع++

ــ 1 ــ عبد الله العروي، الايدلوجيا العربية المعاصرة (صياغة جديدة) منشورات المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، س 1995، ص: 243.
ــ2 ــ سعيد بكور، بلاغة الإيجاز في القصة القصيرة جدا، مجلة العربي، عدد أبريل701، س 2017، ص: 114.


توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس