[رشيد الميموني]

في الذكرى السابعة لرحيل والدي رحمه الله
23/5/2011
23/5/2018

موعد يتجدد

ما فتئ الزمان ملحاحا
يسأل عنك
ويشتاقك المكان
يفتقدك المساء حين يغفو
والليل إذا يسري ساهما
والنهار حين يصحو
تتلفت التلال حسرة
والربى كئيبة والوديان
عن كل ذرة تراب يند أنين
وتتناهى إلي الزفرات
في كل آن
أتذكر أعالي تاريا
وحقول أونة
وقصب الريحان ؟
أتذكر وهج الأصائل
وحقول القمح والشعير
و"النوادر" تزدهي
بالسنابل ووطء الثيران ؟
كل الأماكن تحن إليك
وتذرف الدمع الغزير ..
من سهول زعير وزمور
وبين الويدان
إلى عروس البوغاز
وحارات الدرادب
والمصلى ومرشان
ومن أزقة الجوهرة الزرقاء
ونبعها وما حوى
من ظلال وأفنان
إلى الحمامة البيضاء
وهي حالمة بين حارات العيون
والوطية والفدان
قد كانت لي حكايات
مع المرج البهيج
والنبع البهي متفجرا
ولهيب الفرن والدخان
وكنت ألهو وأرتع
وأعدو بين التلال مرحا
كأترابي من الصبيان
أنط وأجلس القرفصاء
بين سنابل الذرة منتشيا
وعيناك تكلأني عطفا
وقلبك يحضنني مفعما
بالحب والحنان
تمر السنون تباعا
ويأبى شهر أيار
أن يستسلم للنسيان
فلا الساعات ولا الأيام
تنسي وتمحو الذكريات
أو تطفئ نار الشوق
ولهيبها المتأجج في الوجدان
وكأنك لا زلت هناك
وكأنك بالقرب .. هنا ..
أتعلم ؟ .. سنرحل من جديد
أنا وأنت وننطلق
إلى أبعد مدى ، راجلين
ممتطيين ظهر البغال
إلى حيث شاركت الناس
والهوام خبزك يوما
إلى جوار تلاسمطان ..
سأحمل زادي يوما
وألقاك هناك ..
لنجدد العهد ونحيي الذكريات
ونبوح ونتأمل طورا
فيزدهي المكان ..
وتينع رباه خضرة
فيصير الحلم حلما
وتتوقف عقارب الزمان .