الموضوع: الكذبة الزرقاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 08 / 2018, 31 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحكيم مومني
مشرف قسم المقالة - إجازة في الدراسات العربية شهادة التأهيل التربوي والإجازة المهنية أستاذ التعليم الإعدادي
 





عبد الحكيم مومني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

الكذبة الزرقاء

تكوَّم في ركن زاوية ينشد الاعتزال، بدأ يأخذ نظرات شزراء يمنة ويسره، استغرب كثيرا لأنه سمع أمواجا صوتية تتذبذب إلى أسماعه من هنا وهناك، فهو لم يكن يوما يدري أن الحياة اجتماع بين أشخاص يتحاورون ويناقشون المواضيع على اختلافها وتنوعها، حدق فيهم كالسارق مرة أخرى فأخذ شاحن الهاتف وربطه بالتيار الكهربائي، الهاتف الذي نفذ شحن بطاريته بعد طول اشتغال ، حمل الهاتف ودخل الفايسبوك ،العالم المفضل لديه،السرير الذي ينام عليه صباح مساء،العالم الذي يعيش ليَسمع أنباءه ويُسمع أخباره ويفجر فيه طاقاته و معارفه، ويستعرض فيه عضلاته ، قطع التواصل مع العالم الخارجي، وبدأ التواصل مع العالم الفايسبوكي، يرسل رسالة إلى ذلك ويستقبل رسالة من تلك وهكذا... وفجأة وصلته رسالة على الخاص، من شخص مجهول يخبره بموت أبيه، كانت هذه أول صدمة صاعقة، فقام مذعورا مرتاعا وقد بدت على وجهه صفرة تحزن الناظرين، سلبت منه كل الأفكار، أنسته كل المعلومات والأشعار، تعجب الحاضرون من فعله، وقد قطع الشاحن الكهربائي، فأخذ بيده رجل شيخ كان بجانبه يسأله في ذعر عن سبب فعلته فحدق فيه تحديقا يذهب بالأبصار، ففوجئ المفاجأة الثانية التي كانت أكثر صدمة من الأولى، وقد أيقن من خلالها أن هذا الرجل الشيخ هو أبوه،فتلعثم، وأصبح مكلوما،حتى لم يعرف إجابة لهذا السؤال المحير الذي كانت إجابته المزيفة في عالمه الافتراضي، وحقيقته، في عالم الناس الواقعي....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحكيم مومني غير متصل   رد مع اقتباس