رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
استحييت أن أمر من هنا يا حبيبي دون أن ألق السلام على من علمني الكلام ، فسلام عليك كما علمني ربي ، هنا قبرك الإفتراضي الذي آتي لزيارته من حين إلى حين ، لأبث إليك حنيني ، وأقيم لأجلك صلوات الدعاء ، هنا معبري ومستعبري ، أتيت أناجي ربي على مشهد منك لتكون معي لعلك في موقفك تدعو لي ، أتيت إلهي أشهدك يتمي من هذا الرجل ، وهواني على الزائلين في أرضك ، أبث ألمي وشكواي ، وأنت تعرفها قبل أن أملك أدوات التفسير ، والتعبير ، تلك التي هي حروفي المحدودة ، المحصورة ، الواقعة بين ذاتي وشفاهي ، لكن ألمي إمتد على طول الصمت عاريا ، مرتعشا ، يبحث عن حلة بيان بين المعاني ، والمباني ، والجمل ، فلم يجد سوى الخضوع ، لمن عنده مداد الكلمات ، والدلالات ، وعنده من الصمت عميق اللغات ، والتواصيف الخفية ، والتي لم يخص بها سواه من خلق ، واستأثر بها في علم ذاته العلا ، لم يجلها إلا لعطفه ، ولطفه ، مما لم يصل إليه سواه ، فيسمع دون لغة ، ويفهم دون وصف ، ودون أن يكلفني عناء البحث عن أوصاف ، ورسوم لما حوته جعبة الروح من شكوى لا صوت لها ولا كلمات ..
ألا يا لغة الأنين تكلم ، سيصيغ خالق الأنين بعلمه لمن لم ، يدري بأغوار الحديث ، ومن لم ، يجهل إذ أنه تعلم ، ولمن تضلع في اللغات فتكلم ، لكنه عن كل ذلك غائبا كأنما لم يعلم ، لغة أتيت أجهلها إلى خير من هو أعلم ، بالصمت و دونما أتكلم ، أحمدك ربي أن علمتني لغة يحدثها اللسان ، وأخرى بقلب لك ينتمي ، وهذا حبيبي ، قد نام بين النيام ، وانقطع وصلنا بالكلام ، أسمعه صمت مطلبي كي يدعوك لي ، أحسبه ولا أزكيه عليك ذو شأن يلحق به ذريته ،
|