[فهيم رياض]

لا أكاد أحمل قلما محاولا؛ مجرد محاولة؛ أن أخربش به على ورقة بيضاء
حتى تقتحم على خاطري ما يشبه إقتحام رائحة لحم عجل سمين رُمي للتو
في قدر موضوع على موقد شديد الإشتعال على أنف جائع فيعافه ويعاف
أكل اللحم لفترة قادمة طويلة. وقد يحدث أحيانا أُن أسعف فأتخطى هذه
الحالة إلى أخرى متقدمة تسمح لي بالبحث فالتمييز بين محاور المواضيع
الأساسية قبل ؛خلافا للمنهج العلمي ؛ تحديد الموضوع ناهيك عن تحريره.
و هنا يكر على نفسي الهم و الغم والإستصغار و كره الذات:
فإن طرقت باب الساخر وجدت أمة أقل ما يقال عنها في راهن إيامها أنها
مسخرة الكون ونكتتها؛ تبيع الأرض بصاع بر و تبيع العرض بفتوى جلاّد و تبيع
الدين بسجدة لصنم ، وتقتني السلاح لقتل الذراري والنساء و الشيوخ ولتدمير
الأطلال و لتفقير المساكين.....
وإن أقتحمت باب السياسة و جدت الحاكم في أمتي قد هجرته النخوة و
رفضت الشجاعة مصاحبته و خلعت منه العزة فلا يحارب إلاّ صديقا و لا
يحاصر إلاّ مغبونا و لا يحاكم إلاّ بريـئا . خائن يُوشح عقب كل خيانة بوسام،
وجاهل يُمنح على إثر كل حضور شهادة، وظالم ُيعطى بعد كل مظلمة
لقبا، وفاسق يُهدى في كل حفلة قينة، ومستبد يمنح عقب كل بطشة
عهدة .
ضجرت، فعزفت عن فتح بقية الأبواب وأكتفيت بإثنين منهما لأن يقينا
أعتراني بأن ما في هذه الأبواب المتبقية لا يقل خزيا عنهما.
طأطأت رأسي و في رأسي سؤال:متى أستطيع الكتابة؛ وهل ذلك
مرهون بزوال هذه المثبطات ؟.....تعست إذاً.......