رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
هنا أمسيت ، فكيف هناك بدا لكما الزمان ، عساكما تتقلبان في الخير على شاكلة ما أحسب ، وما أظن ، وما يأتني بعض من بعض أخباركما ، أسلمت من نفسي ليد الأقدار تمضي بي حيثما شاءت ، أسلمتها كل الحواس ، كل الحواس ، واستسلمت لتصاريفها ! أيها تردني تجد بي لينا يضمن لها قراري ، وأيها تزجني فتجدني إن شاء الله صابرا ، سكنت كما تسكن صخور البراري ، حقب من الزمان لا يرى لها حراك ولا يسمع لها همس ! هدأت لكأنني أخر العواصف مرورا بهذه الحياة ، وكأنني أخر موج في كل البحار ، ولكنني مازلت حيا لم أمت بعد ! بالطبع فما زلنا ننتظر اللقاء ، جئت اليوم إليكما ، مقبرتكما الإفتراضية ، لأحدثكما فهل تسمعاني ، الصخرة لازالت تحلم بخروج الزهر من أحشاءها ، رغم انعدام الماء والمطر ! ما منعتني البرية ، ولن تمنعني مادمت الحياة على وجودي باقية ، لكن المفسر غاب عن حلمي ، فراودتني أحلام المدى ، وانهالت الرؤى تضم سكناتي ، فهل تسمو الصخور في زمان صمتها ، هل ترتقي والمحراب رملها ، كل الرؤى في كفة ، وتلك في ميزان وحدها ، أ للصخر روع يلقى به ، وقلب يعي !؟ قيل اعبدوا الله بمثقلاتكم ، وما مثقلات الصخر سوا ذاته ، راودتني الكلمات ، ألحت في مسامعي بصوتها ، أقضت مضاجع حيرتي النائمة من عشية تلك العصور البائدة ، ومن جديد عدت أسأل .. أجيبيني يا رمال البيد ، أهذي آثار قدمي أم ظل يعكس بالظهيرة قمتي !!؟؟
هل أنا صخرة صماء تحلم ، أم عادت لي بشريتي !!؟؟
|