صلاة ماء يسافر
مـنْ أضـلُعِ الأرضِ سـالَ الـماءُ ظـمآنا
شــوْقًـا إلـــى غـيـمـةٍ تـمـتدُّ شُـطـآنا
سـالَ اشـتياقًا ومـا سـالتْ مشاعرُهُ
لـلّـيـلِ يُــرخـي دمـــاءَ الـحـالِـمِ الآنـــا
الــبــئـرُ فـــارغــةٌ تــحـكـي مــواجـعَـهُ
لــلــنــهـرِ يُــقــبِــلُ بــــــالآلامِ مـــلآنـــا
أصـغـى هـنـاكَ إلـى شـلّالِ رِعـشتهِ
صــلّــى وكـــان خــريـرُ الـعُـمْـرِ قُــرآنـا
في سجدتينِ استفاقتْ كلُّ بسملةٍ
دمْـعًـا بــريءَ الـخُطى إذْ سـارَ ودْيـانا
نــامـتْ تـسـابـيحُهُ الـبـيـضاءُ أيـقـظَها
ثـلْـجًـا فـقـالتْ جِـبـالُ الـبـوحِ: أحـيـانا
لـلـماءِ أدعـيـةٌ خـضـراءُ تُـعـشِبُ فـي
قــلــبِ الـمُـحـاصَـرِ بــالإلـحـادِ أدْيــانــا
هــــذا الـمُـسـافرُ لا أبـــوابَ يـطـرقـها
إلا وتـــفــتــحــهُ الأبـــــــــوابُ ريّــــانــــا
أغـفـى بـياضًا سَـحابُ الـنبضِ يـقرؤُهُ
حـيـن الــرّدى بـالـسوادِ الـتفَّ غِـربانا
الـبحرُ كـانَ انـدلاعَ الـصوتِ مِـنْ فـمِهِ
يـا سـاحِلَ الـجُرحِ مَـنْ سـمّاهُ رُبّـانا؟
لــولاهُ مـا رسـمتْ صـحراءُ دهـشتها
أســـرابَ وشــوشـةٍ ظـمـأى وكُـثـبانا
ألـقـى عـصـاهُ فـجـفَّ الإفْــكُ مُـعتقدًا
حـبْـلَ الـحـقيقةِ حــولَ الـشكِّ ثُـعبانا
كــــمْ جــنّــةٍ رتّــلــتْ مـعـنـاهُ فـارقَـهـا
لــمْ تـلـقَ مِــنْ بـعـدهِ الأفــراحَ ألـوانـا
حــتّـى رأتـــهُ الـمـرايـا راكِــعًـا فـــرأى
أمـــــواجَ أحـــلامِــهِ لــلـفـجْـرِ إخــوانــا
الــيـومَ يـخـرجُ مــن مـحـرابِ حـكـمتِهِ
يــبــتـلُّ بـــالأمــلِ الــــورديِّ نــشـوانـا
تـاهـتْ جـداولُـهُ الـحـمراءُ مـا وجـدتْ
نــحــوَ الـمـحـبّـةِ إذْ تـنـسـابُ عُـنـوانـا
هـــا أبـجـديّاتُهُ تُـرمـى إلــى عـطـشٍ
فــي حـبْسِهِ عـنْ رؤاهُ الـموتُ أفْـتانا
فـلْـيلبِسِ الـنـاسُ مــا خـاطتْهُ أدْمُـعُهُ
ولْـتـحسبِ الـنسوةُ الآهـاتِ فُـستانا
يـخـتارُ مِــنْ صـلـواتِ الـعُـشْبِ نـافـلةً
تــخــضـرُّ ذاكـــــرةُ الأنـــهــارِ بُـسـتـانـا
جــــاءَ الـتـشـهّـدُ مــســرورًا فـأبـصـرَهُ
مـــلء الـخـشوعِ غـزيـرَ الـضـوءِ فـتّـانا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|