سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الجسم والروح حقيقتان مختلفتان تماما ، فجسم الإنسان ينتمي إلى طبقة معينة من الحقيقة أما الروح فتنتمي إلى طبقة أخرى وهما يتفاعلان معا في موقع العقل ، أما طبيعة هذا التفاعل فغير معروفة ، ولقد أوضحت الإكتشافات الحديثة في ميدان علم الفيزياء الكمية إلى علاقة يمكن ملاحظتها بسكل مثير للاهتمام بين الوعي والمادة حيث بينت الأبحاث أن الجزئيات تحت الذرية ليست ذرات منعزلة عن المادة بل أشكال محتملة الحدوث في تشعبات متصلة وهذا ينقلنا إلى فهم هذا الخلق البديع بكل دلالاته ويتضح جليا أن النفس البشرية إنما هي الجسم والروح معا في وقت واحد ، فهذه النفس البشرية إذا انحدرت في عالم الغرائز صارت أقرب إلى عالم الحيوانية أما إذا أشرقت عليها بواعث الروح سمت وتعالت إلى عالم من السمو والقدسية وتهذبت بذلك النفس البشرية بجميع الفضائل وكان التكامل التام الذي يفسر أن الغاية الإنسانية المرسومة بعناية الخالق منتهى سبلها خير ورحمة للكائن البشري .