عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 11 / 2018, 59 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
لطيفة الميموني
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية لطيفة الميموني
 





لطيفة الميموني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

أين قبرك يا جدي...؟؟

أين قبرك يا جدي...

منذ أن وعيت على هذه الأرض وحكاية تتردد على مسامعي جعلتني أتوق لبلاد الشام وأهلها.
وأنا صبية، سمعت من أبي عن قصة جدي القاضي علي بن ميمون الغماري الحسني الذي تولى القضاء بمدينة شفشاون في عهد الامير أبي ا لحسن علي بن راشد الأكبر. وكان قد قدم يهودي لزيارة الامير فقام بتقبيل يد الأمير، فلم يستصغ جدي الواقعة وثار قائلا: إنا لله وإنا إليه راجعون...نحن نقبل يدا تقبلها اليهود...
فانتقل رحمة الله عليه إلى القرويين واعتكف هناك إلى أن هاجر إلى بلاد المشرق.
كبرت ياجدي وكبر معي حبي لكبريائك،واحترمت فيك كرهك لليهود وعرفت آنذاك أنها صفة مشتركة بيني وبينك.
كبرت يا جدي، وعرفت سر تعلقي ببلاد الشام، فمشهد سرد الوالد لحكايتك مازال يحتل حيزا هاما في ذهني...ولم يأب الخروج.
كبرت يا جدي وسؤال يراودني:أين قبرك يا جدي؟؟
بحثت في كتب دونت سيرتك الرائعة، فقرأت عن جد أفتخر بالإنتساب إليه. بحثت بين اوراق كتب تفردت بذكرك،لأعرف الجواب وأشفي غليل حب دفين لمكان عشقته سمعا دون أن أراه. وعلمت أنك نزلت بحارة السكة بالصالحية وحماة ودمشق،وارتويت من مياه نهر العاصي ،ونهر اليزيد، ونهر تورا المتفرعين من نهر بردى الشهير.واستمتعت بمناظر قلاع مدينة النواعير حماة، وصليت بجوامع دمشق وقطفت زيتونها ،ورأيت شموخ جبل قاسيون.
كما علمت أنك اشتغلت بالعلم والمشيخة والإرشاد واشتهرت في هذا المجال، وتتلمذ على يديك خلق على المذاهب الأربع: المالكية والشافعية والحنفية والحنابلة. ولك العديد من الكتب والرسائل، وأن قبرك يا جدي هناك ببلاد الشام...
هنيئا لك جدي مقامك هناك قبل أن تطال يد التدمير تلك البقعة الطاهرة وتحولها إلى مناطق أشباح اختفت أصوات الحياة منها، وحلت محلها ذوي الانفجارات والقنابل...
كم أنا فخورة بك يا جدي..!!
وكم أتوق لزيارة قبرك يوما..!!
حفيدتك:لطيفة الميموني

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
لطيفة الميموني غير متصل   رد مع اقتباس