الموضوع: لعبة الجنون
عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 12 / 2018, 09 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
لطيفة الميموني
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية لطيفة الميموني
 





لطيفة الميموني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

لعبة الجنون

كعادتها كل ليلة...بدأت أمل رحلتها بالعالم الأزرق...هاهي تبتسم لمنشور مضحك...وما تفتأ أن ترتسم على وجهها عبارات حزن من فضاعة صورة أو بؤس كلمات...استوقفها متصفح أثار انتباهها...قرأته بصوت مسموع: حذار أيها النساء...أغلب الخيانات تقع عبر الميسانجر.
ضحكت قليلا ثم تابعت مسيرتها...
وضعت حاسوبها..واندست في فراشها...لكن النوم جفاها...تدب في جسمها برودة المكان والاحساس....بدأت بالتقلب يمنة ويسرة...لا أمل في غفوة تريح تفكيرها قبل جسدها...كلمات المنشور مازالت تتراقص أمام عينيها...
مذعورة...قفزت عن سريرها وأسئلة لا تبارح تفكيرها:
أيكون واحدا منهم؟؟؟
أتكون الخيانة عرفت طريقها إلى قلبه وطال النسيان حبهما؟؟
بلا وعي...فتحت حاسوبها مجددا...وأنشأت حسابا آخر على الفيسبوك باسم مستعار ثم أرسلت طلب صداقة لزوجها وهي تكاد تجزم أنه لن يعيره أي اهتمام...
مرت الأيام...
وإذا برد يصلها كالصاعقة التي دمرت عشها وأفسدت حياتها الرغيدة...لم تصدق عينيها وخاب أملها...وارتخت دمعة ألم على وجنتيها...بادرته بالسؤال عنه وعن أحواله...فأحست منه بتجاوب غير عادي...زادت من التقرب إليه ...فهدم كل الحواجز...وجال معها بدروب العشق والهوى...وأسمعها عبارات الحب التي أسكرتها حتى الثمالة.. تمنت كلامه لو كان لها رغم مسحة الحزن البادية على محياها....عانقها بحروف واحتضنها بقبل عبر الهواء...وارتشف من رضاب شفتيها عشقا ممنوعا...
منهارة أمل من وضعية أقحمت نفسها فيها دون أدنى تفكير....بركان ثائر في صدرها كفيل بإحراق بلد بأكمله...
كم هو مر طعم الخيانة....!!
وكم هو محزن أن ترى شخصا عزيزا يسقط من عينيك في برهة..!!
كانت ذكريات أمل مع شريكها وردية اللون كوجنتيها المشرقتين حبا وبأحرف وامضة...أما الآن فستكمل صياغة مذكراتها بقلم مداده دما...وأحرف كهلة تنتظر الموت في أي لحظة بعدما أميط قناع النفاق والكذب...
سيدي....
بكل سذاجة أسرت قلبي...ورتبت موعد الوداع دون علمي..فاكتويت بنار فراقك حتى جفت عيني....وتفننت في تعذيبي بكلمات حب لم تكن أبدا لي....عشت معك اللحظة دون علمك...أسكرتني بالقبلة...وسحرتني بأبجدية العشق والغزل وأخيرا استفقت من هول الصدمة....
عفوا سيدي....
أهكذا يكون الوفاء؟؟؟
بعت هواي لأول طارق وبلا ثمن...
انتظرتك...لكنك مسرع الخطوات للمجهول..
تمنيت سقياك لي بحبك...وجعلت مني صحراء قاحلة...ومنبتا للضجر...ومهبا لريح النسيان...وعشت الألم بدل الأمل...
من أين لي أن أستمد طاقتي لإكمال شوط الحياة معك؟؟؟ وكيف أتقن دور شخصيتين غريمتين تطلان عليك وأنت ترقص على رماد قلبيهما معا....
من أي رحم ولدت؟؟
ومن أي معدن خلقت؟؟
من ينتشلني من ذهولي لما أسمعه كل ليلة عبر رسائلك لي من جهة و لعشيقتك من جهة أخرى؟؟؟
كيف أضع نهاية لهذه المسرحية وأسدل ستارها؟؟
كيف أخرج من هذه المتاهة المثيرة والشبيهة بحفلة تنكرية..؟؟
كيف...وكيف...وكيف؟؟؟
في كل عناق بالكلمات...تكسر أمل ما تبقى من جسر المحبة بين زوجها...وعند كل مساء يغدو قلبها مهزوما يلملم أشلاءه من لذة كاذبة مضنية صدها جدار الخيانة...
خسرت أمل نفسها قبل ان تخسر زوجها...اضطربت شخصيتها...وصارت حياتها بئيسة...فساءت حالتها النفسية كثيرا..ولم تنجح في إغراء شجن أيامها بالتواري وافساح المجال لأملها بالبزوغ....
بوزرة بيضاء...دخلت عالم الجنون قسرا...عالم الكل فيه يغني على ليلاه...وليل أمل لا فجر له...
صمت غريب اكتسحها....
فقط حركات لا إرادية تكررها بين الفينة والأخرى...لا أحد يعرف مدلولها سواها ...لكن عيناها الجاحظتين تؤكدان أن عالم المجانين أنقى وأوفى بكثير من عالم العقلاء.
لطيفة الميموني
25/7/2018

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
لطيفة الميموني غير متصل   رد مع اقتباس