عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 12 / 2018, 40 : 12 AM   رقم المشاركة : [47]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني

في صحيفة الوفد لم أعد اقرأ العناوين والمانشتات ذات الخطوط العريضة السوداء وأختار الموضوع الذي يجذبني ، أو أشاهد الكاريكاتير الساخر من كل الأحوال المعوجة ! ، أو أقرأ كيف ينعون الموتى في صفحة الوفيات ، لم يعد يأتني بصحيفتك المفضلة أحد ، ولا بابنتي عمومتها صحيفتي الأهرام والأخبار ، لم يعد يهتم أحد حتى بائع الصحف والمجلات الذي كان ، قد قام بتغير مهنته وراح يمتهن عدة مهن الواحدة تلو الأخرى إلى أن ترقى ، وهو يعمل الآن كميت في إحدى المقابر التي وهبها أبناء الخير كصدقة جارية لمن لا مأوى لجثته بعد الموت ، والآن نحن لدينا الكثير والكثير من الأخبار المجانية التي نستدعها بضربة زر ، أو بالأحرى لمسة موضع معين لا يتعدى بضع مليهات من السنتيمتر على شاشة زجاجية تنام معنا على نفس الوسادة ، وربما في أحضاننا تبيت ! كأن كل منا يخشى ضياع عالمه الخيالي الخاص به ، فهي توفر لكل منا الطمأنينة والسكينة مادامت في قبضة يداه ، وبها من يقرأ لنا كل ما نريد قراءته من أخبار في جميع المجالات وهناك صحف ومجلات لا حصر لها ، وهناك دروب وسيعة وأخرى ضيقة كالأنفاق المظلمة ، وبها ليل ونهار لكن ليلها أبدا لا يشبه نهارها ، فهي ليست المحجة البيضاء !! ، لكنها أيضا من المنظور العام تكفل لنا حرية الإختيار ، السفر عبر الحياة ،وفرة الأصدقاء على سائر الملل ، الأجناس والألوان ، الأحلام الوهمية ، والمشاعر الإفتراضية أيضا ، تكفل لكل منا عالمه البديل الذي يعيشه بمعزل عن العالم الواقعي ، عالمه الوحيد الذي يحياه بمفرده كمشلول حركة يطير في وهمه ، كثائر يصرخ في صمته ، كحي يشبه الموتى ، بقي ليكتمل نعيه سطر أخير ، وأصبح الصمت حالة العصر المتفشية في أنحاء الصدور والأفواه ، وبرغم ذلك فللبعض أحوال أخرى ، فعلى سبيل الفكاهة المبكية ، العم علوي بائع الحليب والذي أطلق عليه في نفسي (معالي الباشا علوي أفندي ) لا علاقة لهم ببعض ولكن هكذا كان حظه مني ! يأتي كل ليلة عشاءا بسيارته الفارهة ، ليبيع لنا مواد مصنعة كيميائيا ينتج عن خلطها بنسب معينة سائل يشبه كثيرا في مذاقه مذاق الحليب ورائحته أيضا وفي الحقيقة له نكهة لذيذة ، ليت الشرفاء الذين كانوا يخلطون الحليب بالماء أبقتهم لنا الأيام , إيييه كانت أيامهم أيام خير وبركة !! رحم الله السنين ، ولا أخفيك سرا لقد انقسم العالم حولنا قسمين قسم الإنتهازيون ، قسم المشلولون الصامتون ، وأما الطيور فما زالت تطير بين السماء والأرض ، تهاجر تارة وتعود إلى أعشاشها تارة أخرى ، ولكنها تأثرت هي الأخرى بنا فهي تأكل فتاتنا الملوث بأفعالنا ، فالبعض قد يهوي قتيلا لأول وهلة ، والبعض يهرب ، والبعض الأخر يقف مشدوها فوق الشجر ، وقد يقذفه صائد فيصب الجمع بذات الحجر ، وربما لا يبتغي شيء سوى نشوة سقوطه قتيلا كان أم جريحا ، تلك قطرة من محيط أنباءنا التي صنفت ما بين الطريف المحزن والقاهر المضني ولا بأس ولا يأس .
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس