[طلعت سقيرق]

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/17.gif');border:4px outset green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
ربما كان علينا أن نقول الكثير في حبنا لفلسطين وفي غرقنا شوقا بها كي يفهم الكثيرون ممن لا يريدون الفهم ولا يتقنون حفظ تفاصيله ، أننا لا نريد وطننا ناقصا أو مجرورا أو معطوفا بل نريده كاملا متكاملا بكل صفاته وأوصافه وأبعاده .. نريده دون فواصل أو نقاط .. نريده كما تريد الأمّ ابنها وترفض تماما أن يكون هذا الابن موزعا مشتتا مقطعا .. وبالتأكيد سترفض أن يقال لها سنعطيك من ولدك أنفا ويدا ونأخذ الباقي.. لأنها بكل بساطة لن تعي ما معنى أن يأخذ الآخرون شيئا من ابنها وبأي حق .. ستصرخ وتقيم القيامة مطالبة بكل حقها لأن حبها لابنها لا يقبل القسمة والطرح .. هو حق ، والحق لا يقسم..
فلسطين هكذا بالنسبة لنا .. هي حب انبعث فينا مع خطواتنا الأولى وما زال ولا يمكن أن يتغير أو يتبدل ، ولأنه كذلك فمنطق المقايضة شاذ كيفما جاء!!.. إذ ما معنى أن يأخذ الاحتلال – وهو احتلال – شيئا من فلسطين ولماذا ؟؟.. هل نتبرع بوطننا ؟؟.. هل علينا أن نثبت أننا حضاريون من خلال تقديم أشياء من أرضنا وهوائنا وشوارعنا وتاريخنا وحضارتنا لعدو ما قدم لنا غير القتل والتدمير والخراب والهمجية والإبادة وإراقة دمنا ؟؟.. إذا كانت هذه هي الحضارة فخذوها لكم .. لأننا نجد عناوين حضارتنا بعودة كل شبر من أرضنا لنا .. ومن يظن أننا ظالمون حين نعيد الحق لأصحابه ولا نرضى عن ذلك بديلا ، فليتفضل بتقديم بلاده لهذه الشرذمة التي نهبت فلسطين وما زالت مسكونة بشهوة نهب المزيد .. قولوا عنا ما شئتم ، وسنصفق لكم عندما تتماهون مع الحضارة التي تتحدثون عنها وتتخلون عن أراضيكم ووطنكم للغير !!.. الأمر متاح لكم فتفضلوا !!..
أما نحن فاعذرونا يا أحبتنا لأننا نحب فلسطين ، اعذرونا لأننا متخلفون ومؤمنون بهذا الحب حتى النخاع !!.. سنقول لكم وللمسخ "الإسرائيلي " بصريح العبارة : قد يطول الزمن كثيرا .. وقد يأتي من يقول لكم خذوا وهاتوا.. وقد تلوح في الأفق ظلال سلام بيننا وبينكم .. وربما سيوقع الموقعون منا على أوراق رسمية كثيرة تضاف إليها أوراق أخرى بتوقيعات كل دول العالم .. قد يحدث كل ذلك .. لكن الحق لن يتغير ، والحقيقة لن تكون غير ما نعرف وما هي عليه .. لا بأس سننتظر.. قد نذهب وتأتي بعدنا أجيال وأجيال .. لكن ستعود الأشياء إلى ما كانت عليه من قبل .. سيعود كل شيء إلى أصله..سيعود كل شيء إلى جذوره وسترجع فلسطين للفلسطينيين وبالتأكيد ستلفظ كل الغرباء ، لأنهم مهما توالت السنوات سيبقون غرباء عن كل شيء ولن تتوافق معهم حبة من تراب فلسطين ..
هذا هو إيماننا وهو إيمان راسخ لا يتزحزح ولا يتغير مهما مرت الأيام والسنوات وكرت.. فلسطين فينا حبا واشتعالا وعطاء وستبقى حتى النهاية .. ومن يفهم هذه المعادلة بشكل صحيح سيعرف أنّ كل ما يبنيه المسخ " الإسرائيلي " إنما هو إلى زوال ونهاية ، لأن فلسطين كانت وما زالت وستبقى عربية ..
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]