الموضوع: وفاء شجرة ورد
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 01 / 2019, 20 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

وفاء شجرة ورد

معذرة لم أقم بتنقيح القصة وأهملت علامات الترقيم لضيق الوقت .
( وفاء شجرة ورد )
في إحدى شوارع القاهرة
لفت انتباهي إحدى العمائر السكنية ذات الأربع طوابق وقد صعدت عروق عتيقة مجدولة بعضها البعض كضفيرة الصبية ، كانت أطول شجرة ورد أراها في حياتي وكأنها جاءت من إحدى الغابات مهاجرة لتستوطن المدينة ، سألت رجلا كهلا كان يقف في أحد البقالات عن غرابة الشجرة من طول وقدم إلى أنها لازلت مزهرة . قلت ما أجملها ! وما أعتقها ! قال لي : أنا أعرف قصتها منذ حللت من محافظتي لأعمل هنا بائع عند صاحب المحل الذي امتلكته فيما بعد وقد سمعت قصصا عن تلك الشجرة ،فقد تداول الناس زمنا قصتها حتى لهت الناس واعتادت وجودها ومنظرها ، وما عاد أحد يسأل عن القصة لقد ذكرتني بها أتيت إلى هنا في الرابعة عشر من عمري مع والدي لأعمل في القاهرة وأساعده في تربية إخوتي بعد أن أخذت الإبتدائية ، وقد توقف عن الدراسة بسبب سوء الظروف المادية لدى والدي ومنذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا وأنا هنا ! لم أنتقل من مكاني هذا !مات أبي وأمي وإثنان من إخوتي وتزوجت وأنجبت وعشت ومازلت في مكاني ، كنت ولد صغير وكان ذلك البيت صاحب الشجرة على ذات حاله لم يتغير تزهر الشجرة في الربيع وتتساقط اوراق الورد على الرصيف المجاور ، وكنت مثلك أتعجب من منظرها الغريب في إلتفاف جذوعها إلى أعلى بهذا المنظر وفي يوم جاء لصاحب المحل الذي إعتاد الوقوف معي فيه حالة وفاة دعته لغلق زجاج المحل وتركي جالسا في الخارج حتى يعود بعد انتهاء الجنازة والدفن ، فجاء رجل ربما في عمري الآن وجلس بجانبي يتقصى مني من الذي مات ؟ ولما لم يتركني صاحب المحل فيه وأغلق الزجاج وأودعني في الخارج؟ فسرحت منه وأنا أنظر إلى أعلى إلى منتهى الشجرة فنظر إلى ما ذهب بصري إليه ، وقال : أنا أعرف قصة هذه الشجرة وأحداث وجودها هنا فقلت إحكي لي فقال ، كان هناك شاب أحب فتاة بجنون وذهب إلى أبيها لخطبتها لكنه رفض بشدة بعد أن علم بظروفه المادية وأنه قصير اليد وزعم أنها مخطوبة ، خرج الشاب مكسور الخاطر ولكنه لم ييأس ، قرر العودة مرة ثانية ليخطبها ، وقد أتى معه رجال من عائلته من عمومته لمحاولة إقناع أبيها ، إلا أنه في هذه المرة أيضا رفض وبإصرار وكاد التهكم عليهم جميعا ، خرجوا ومعهم الشاب الذي كان والبكاء قاب قوسين أو أدنى ، ومع ذلك لم ييأس ، كان يعمل ويتابع أخبار حبيبته من بعد عبر مراسيل ورقية ذهابا وإيابا حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ، في أحد خطابات الفتاة أخبرته أنها سترغم على الزواج من إبن صديق والدها وهي لا تريده ولكنها سوف تستسلم حتى لا تتسبب في مشكلات لوالدتها ..وعليه ألا يراسلها مرة أخرى ،جن جنون الشاب كيف يحدث ذلك ويضع حبه بكل تلك البساطة ، أرسل لها أنه يريدها أن تهرب إليه ليتزوجا ويعيشا معا ،فرفضت لخوفها الشديد أمام جبروت والدها ، مرت الأيام واقترب موعد الزفاف ، والشاب لازال يقسم أنه لن يتزوجها غيره ، أتى موعد الزفاف وبالفعل تزوجت الفتاة من غيره دون رغبتها ، ومضى وقتا طويلا والشاب المحب يعاني الأمرين ،إصطدامه بعدم تحقيق حلمه ، وعلمه أن الفتاه تحبه وتزوجت على غير رغبتها ، أدخل نفسه في دوامة العمل ولم ينسى أبدا حلمه بالزواج ممن أحبها وأحبته ، فعمل ونجح في عمله وحصل على الكثير من المال الذي أعانه على شراء ذلك البيت صاحب شجرة الورد وكان مؤلف من طابقين آنذاك وأقسم ألا تسكنه إمرأة سوى حبيبته ونذر نذرا أنه إذا تزوجها حتما سيزرع لها بجانب البيت شجرة ورد ويسميها بإسمها ، كانت الفتاة من الجهة الأخرى تعيش أتعس حياة مع زوجها الذي لا تحبه ولم تنجب له أطفال متعمدة لأنها لا تريد أن تكمل حياتها معه ، يوم بعد يوم كره الزوج معاملتها النافرة له واشتاق لأن ينجب أطفال ، وتوهم أنها مصابة بالعقم حتى قرر طلاقها ، وكانت سعادتها أن فك قيدها لتتزوج من تحب وبالفعل رضخ الوالد الطاغي للموافقة على الشاب الذي رده مرارا ، وقبل الزواج ذهب ليفي بالنذر وزرع شجرة الورد الغريبة هذه وكانت على مرور السنين تكبر وتمتد لأعلى كلما زاد البناء طابقا تسابقت لتصعد وتصعد حتى غطته كاملا من الجانب الأيسر وكأنها أم تحتضنه إلى قلبها وتنثر حوله فروعها المليئة بالورد ذات اللون الوردي البديع .
سمعت القصة وذهبت وصورة البيت والشجرة لا تفارقني أربع سنوات إلي اليوم ولم أنساها كتبت فيها بعض الكلمات تأثرا بها وبقصتها ، مات الزوجان منذ زمن ، وبقيت تخلد قصتهما ، وانتظرتني لكي أمر عليها وأعرف قصتها وأفي لها بكلمات كما وفت لأصحابها بالخلود .
من الواقع

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس