[frame="13 95"][align=justify]
أسطح خضراء، حوائط خضراء، كل شيء أخضر
تقرير: ثييس ويستربيك فان إيرتن
ترجمة: علي حمزة / اذاعة هولندا العالمية
أسقف المباني بغطاء نباتي تنتشر فجأة على نطاق هولندا. يُعزى ظهور الكثير من هذه الأغطية النباتية إلى الدعم السخي، الذي انتشر كالفطر في المدن الكبيرة. لكن الأموال ليست هي السبب الوحيد: ف "زراعة النباتات على المباني " يمكن أن يجعل المدن مقاومة للتغيّر المناخي.
منذ بداية يناير هذا العام، أصبح سكان خرونينجن يستحقون دعماً مالياً يبلغ 30 يورو لكل متر2 إذا قاموابزراعة نباتات على أسقف مبانيهم. يساوي هذا المبلغ 60% تقريباً من التكلفة الكلية للسقف الجديد. وكانت روتردام سخية بالمثل. وقررت مجالس في مدن أخرى، مثل أمستردام ولاهاي، العمل بنظام الدعم ل "لهذه الأسقف الخضراء".
على نطاق العالم
النمو المفاجئ لهذه المشاريع ليس ظاهرة اقتصرت على هولندا وحدها. فألمانيا المجاورة، تقوم بإنشاء 14 مليون م2 من الأسقف الخضراء سنوياً. وفي مدينة شيكاغو الأمريكية، وافق العمدة ريتشارد ديلي على قرار بإقامة حديقة على سقف قاعة المدينة ويقول إنه يطمح إلى أن يجعل شيكاغو المدينة الأكثر اخضراراً في الولايات المتحدة. وفي كندا، ظلت مدينة مونتريال تضرب أمثلة مدهشة بمشروعاتها الخضراء القائمة، كما أن لديها المزيد من الخطط البعيدة الطموح.
مكاسب بيئية
ليس للسياسيين على نطاق العالم أموالاً أكثر مما يعلمون ما الذي بإمكانهم أن يفعلوا بها. والأسقف الخضراء تقدم فوائد بيئية لا حصر لها إلى الحد الذي لا يمكن لأي إداري بسلطات المدينة يتمتع بكراهية عميقة لعلم البيئة ألا يفتح الخزائن العامة للحصول على هذه الفوائد. مارك أوتيلي تخرج في جامعة ديلفت التقنية، يقوم حالياً بوضع اللمسات الأخيرة على أطروحته للدكتوراه حول "زراعة النباتات بالمباني". يعدد لنا أوتيلي، وهو يقف فوق سقف مكتبة الجامعة المزروعة بالنباتات، فوائد مثل هذه المشاريع: "زراعة السقف بالنباتات يساعد على انتظام درجات الحرارة. تنمو النباتات في طبقة سميكة من التربة الصناعية وتنتج دفئاً- نطلق عليه مصطلح "إيفو- بيسبيريشن"- الذي يقوم بدوره بتبريد الهواء فوق المباني وبداخلها أيضاً. والتربة تعمل بنفسها كعازل طبيعي، لكن إذا أخذت في الاعتبار قدرة النباتات على التبخير والتبريد، فستجد أن خفض درجات الحرارة كبير. وفي الصيف، يمكن لدرجات الحرارة على سقف أسود اللون أن تصل إلى 80 درجة مئوية. أما السقف المزروع بالنباتات لا تتجاوز درجات الحرارة فيه 35 درجة مئوية".
غازات بيوت الزجاج
هذا الفرق الكبير في درجات الحرارة له تأثير كبير على كمية الطاقة المستخدمة لتبريد المبنى، والذي بدوره يؤدي إلى خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون. لكن طبقة الأرض السميكة تلك فوق السقف تعمل أيضاً كعازل فعّال للحرارة في الشتاء، وبالتالي توفّر المزيد من خفض الانبعاثات. لكن، ووفقاً لمارك أوتيلي، هناك المزيد من الميزات. فعلى سبيل المثال، ما هو رأيه في التدفق المتزايد للمياه من السقف الذي نشاهده؟ "الأسقف الخضراء يمكنها إبطاء تأثير الأمطار على السقف. فطبقة التربة
تعمل كطبقة من الإسفنج، إذ بعد فترة الجفاف يمكنها إطلاق المياه التي حبستها داخل النباتات. وذلك يعني فقدان مياه أقل بسبب جريانها في مجاري التصريف". وتُعتبر الأسقف الخضراء إضافة هامة أيضاً للتنوع البيولوجي للمدينة، ما دامت النباتات النامية فوقها تستطيع امتصاص جزيئات الغبار الناعم التي تفسد هواء المدينة، إذ تمسك بها وتحوّلها لاحقاً إلى تربة إضافية على السقف.
فرصة ضائعة
وعلى كل، فإن الفوائد كثيرة ومتنوعة إلى الحد الذي يرغب فيه مارك أوتيلي أن يشاهد المزيد من النباتات تُزرع ليس على أسقف المباني فقط،. ويعتبر مارك نسيان الناس لحقيقة أن الحيطان يمكنها أن تعمل ك "أرضية" يمكن للنباتات أن تنمو فوقها، فضيحة سافرة. وأشار إلى أن "للمباني حيطان أكثر من الأسقف!". هذا هو السبب في أن بحثه يقوم بالتحقق من إمكانية تحويل الحيطان إلى أماكن تنمو فيها النباتات. ويعتقد في إمكانية صنع ألواح من الأسمنت الناعم الذي يسمح للماء بالنفاذ منه ويمكنه امتصاص الرطوبة والمواد الغذائية، كإحدى الأفكار التي تستحق التحقق من صحتها، خاصة إذا أمكن استخدامها لتغطية واجهات المباني. كم أنه مملوء بالأمل في رؤية مثل هذه الحيطان على طرقات مدننا: "حسناًن أأمل في أن تصبح هذه الفكرة واقعاً قريباً. من المؤكد أن المعماريين يرغبون في ذلك، خاصة فيما يتصل بواجهات المنازل. وأنا على ثقة عندما تخرج أطروحتي إلى النور سيصبح المزيد من الناس متحمسين لاستخدام الواجهات الخضراء". ربما يكون أوتيلي على حق: أنظر فقط إلى الدعم الكبير الذي توزعه المدن الهولندية حالياً. بالإضافة إلى ذلك، فإنه من المؤكد أن الأسقف والحيطان الخضراء أجمل بكثير من الطوب والبلاط. من المؤكد أن هناك فرصة أمام أي مسئول بالسلطات المحلية الذي يرغب في طبع صورته في أذهان الناس باعتباره "الرجل الذي جلب الخضرة إلى المدينة".
[/align][/frame]