في يوم وليلة
قصة أخبرني بها جدي الحاج عقيل، جرت أحداثها في منبج عام1914بداية الحرب العالمية الأولى..
يقول جدي : كان عمري أربعة أعوام عندما فقدت أشقائي وشقيقتي؛ حسين وتحسين وكنعان وزهيده، انتقلوا الى مثواهم الأخير في يوم واحد بأسباب مختفلة مما أدى الى فقدان عقل أمي بضع سنين.. تلبسني ملابسهم وتجعلني أمتطي خيولهم وتدور بي في فناء الدار.. ثم وافاها أجلها، وبقيت جدتي الجسور ترعاني ولها من العمر مائة عام فهي التي حضرت إبادة شعبها عن بكرة أبيه في حروب القياصرة على شعوب القوقاز ولها من الجلد ما أعانها على مصاب العائلة ، عاشت مئة وخمسة وثلاثون عاما..رحمها الله.. أخذتني للحج وأنا في السابعة من عمري وكانت تروي لي حكايا الأجداد وتخبرني عن القبائل والعائلات والهجرة وأسباب الشتات..... انتهى
فنظمت أبياتاً من الشعر تحكي طرف القصة ولعلي أكملها إن كتب الله لي، وسميتها في يوم و ليلة
،ولعل ذكرها يُهوِّن على إخوتنا وأحبائنا الذين عانوا من فقد أحبة لهم.. والله ولي الأمر والتدبير.
في يوم وليلة
تذود زهيده عن أخيها المريض==== وتبكي عليه من فراقٍ أكيد
أصيب بحمَّى لا سبيل لردّها ==== وأمُّ الطّلي تنأى بحزن شديد
ومات الصّبيْ كنعان كالبرعم النَّدي==== وفي الحيّ هتف من مكان بعيد
وصوت ينادي يا حبيبة تصبري ==== حسينّ علا الأكتاف حمل الشهيد
حسينٌ وكنعانٌ فماتت زهيدة ==== ولم تستطع أمٌّ لفقد المزيد
وفي الصّيد تحسين يلاقي مصيره ==== رصاصة طيش من صديق شريد
فجاء به الصّحب الذّين تأسفوا ==== وجمع غفير في عزاء العديد
توارت جثامين الأقاحي في الثرى، ==== وذكرى لهم أتلو عليكم قصيدي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|