الشاعر غالب الغول , يرد على قصيدة أحمد شوقي
الشاعر غالب الغول يرد على أمير الشعراء شوقي بقصيدته (
قم للمعلم وفه التبجيلا @@@ كاد المعلم أن يكون رسولا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــت
الشاعر غالب الغول
قم للمعلم إن تراه جليلا
قد كان فيكم للعلا قنديلا
لولاه كنا في ظلام دامس
في الجهل ظل مصيرنا مجهولا
علمتنا الآخلاق كنت كشمعة
تفنى بنار كي تنير الجيلا
يا من تعلمني الحروف ونطقها
دوماً لأمرك شاكراً تفضيلا
علمتني الحركات في النحو الذي
عند القراءة نفهم التأويلا
وفهمت منك علوم عصري كلها
وتحللت كل الدنا تحليلا
هذي الفيافي قد نمت أزهارها
من فضل علمك قدانرتَ عقولا
وضفاف نهر النيل تغدو جنة
لولاك ما زرعت يدانا النيلا
ما انت إلا للأنام معلماً
بل عالماً ومجاهداً ونبيلا
العلم نورٌ والجهالة عتمةٌ
ومعلم الأجيال ظل خليلا
نفض العقول من الشوائب والقذى
ليصب فيها الكنز والتحصيلا
ويهذب النفس الأبية للفتى
ويذبّ خصماً قاتلاً مغلولا
إن المعلم نجمة فوق السما
يزجي الكواكب نوره تجميلا
ويعلم الأقمار درساً في الجوى
تُغري الزهور بروضها ونخيلا
ويطل فوق المـــنتدى بعلومه
نوراً علــــــى أشباله وكهولا
ما كل من مَسَكَ اليراعَ معلماً
يهدي لرشد البالغين سبيلا
هلاّ سمعت بحرثِ ناقة أرضها
بالخُفِّ تُفسدُ حرثها المسدولا
إن كان هذا حاله فهو الذي
جلبَ الردى للجيل والتذليلا
شوقي ألمْ تعلمْ بأن مدارساً
في العالم العربيّ طاح نزولا
قد أجهضوا علم الديانة منهجاً
ومشوا على نهج الرعاة سبيلا
قد ضللوا الأخلاق في الدين الذي
رفع الشعار يحارب التضليلا
قصات شعر شبابنا عجباً ترى
صاروا بغابات الوحوش وعولا
أمعلمٌ من أل هودٍ قد أتي
لوزارة التعليم بات دخيلا
حتى غدا الشيطان أفضل هيبة
أم أنه في الزيّ صار مثيلا؟
منْ لم ينلهُ العلم من قرطاسكم
لبس الجهالة , رافق المخبولا
بنطاله يبدو ممزق شكلهُ
وتخنثتُ اعضاؤهُ تفصيلا
ومقلدٌ للغربِ في ويلاتهمْ
جعل الجفون ورمشها مكحولا
أو لم ترَ البنطال مزقه الردى
تبدو الفتاة بضيقه مسحولا
ونأى الحياء عن النساء جهالة
ناي الطهارة في القرون الأولى
وتفرقتْ أُسرُ العروبة مثلما
نفر القطيع إذا رأى مجهولا
شوقي أتى زمن الفساد لأمتي
ودماؤهم فوق الرصيف سيولا
الجهل يسري في عروق شعوبنا
وتفرقوا شيعاً تجرُّ ذيولا
مليون طفلٍ مات تحت ركامهمْ
وتيتموا أو قتلوا تقتيلا
شوقي لقد محق الربيع زهورنا
لطمت ثكالى بالدموع عويلا
قصف وحرقٌ ثم تدمير القُرى
فوق الأنام ومن يشاء رحيلا
وتساقطت فوق الجسوم قنابلٌ
حتى غدت قمم الجبال سهولا
القدس يا شوقي تصدع مجدها
والمسجد الأقصى يئن ذهولا
وسيوف عربكَ قد نبتْ وتحطمتْ
في الحرب قد فقد الرجال خيولا
وتصافح الخصم اللدود وقومنا
والصلح يبدو للعيون هزيلا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|