1-
طفلة صغيرة كنتُ - كانت - كّنا..!
كانت تحدثني عن بعض فصول النكبة الفلسطينية في عائلتها .. كان دمعها يلهب خديها ؛ مع أنها لم تر أرض فلسطين..
كانت .. كنتُ .. كنا.. ولم نزل...
طفلة صغيرة كانت.. كنتُ.. كنّا.. برعم ورد ذبل ألماً وشاخَ وجعاً قبل أن يتفتح..!
مات والدها لأن قلبه المرهف كان أرقّ من أن يعمّر مع آلام النكبة وحيفاه وملعب طفولته وأحلامه التي اغتصبت منه ظلماً وقهراً .. غرفته هناك وسريره .. مدرسته .. هواه .. الشجرة التي غرسها والده نبتة مع ولادته وكانت تكبر يوماً فيوماً معه..!
كانت الجدّة تروي قصصاً وحكايات حيفا وجنات الوطن ومواجع نكبة فلسطين ..!
كانت الطفلة الصغيرة اليتيمة تضع رأسها على صدر جدتها ، لا لتروي لها مثل كل الأطفال حكايات قبل النوم المسلية..!
كانت الحكاية خنجر غادر ذبح قلب والدها وبكر جدتها - من الوريد إلى الوريد - أموات نحن يا حفيدتي الصغيرة خارج فلسطين.. أموات نتنفس الألم ونزاع الموت مع كل نفس..!
كانت الصغيرة تضع رأسها على صدر جدتها .. كانت الجدة تحكي بصوت مخنوق وتنساب دموعها على صفحات وجه الصغيرة فتلهبها..!
ولدت الصغيرة لاجئة وعاشت يتيمة لأن هناك من أتى من آخر الدنيا ليسرق وطنها وأحلامها.. سرق كل شيء قبل أن تولد بسنوات طويلة,,
مازالت اليتيمة الكبيرة طفلة تبكي وهي تخاطب روح جدتها:
(( دموعك يا جدتي لم تزل تحرق خدي))