16 / 05 / 2019, 55 : 12 PM
|
رقم المشاركة : [5]
|
رئيس القسم الشعري
|
رد: ذكرى النكبة الفلسطينية الحادية والسبعين فهل شاركتموني بعض فصول نكبتي شعراً وسرد
من الذاكرة أكتب
غالب الغول
أكتب باختصار
[gdwl]من النكبة إلى الصفقة إلى العودة[/gdwl] كان عمري خمس سنوات حين رأيت دموع أمي كحبات البَرَد على خديها وهي تلطم على وجهها وتصرخ بأعلى صوتها : ابني ابني , لقد تركته في الطابون حين شردنا من الدار قبل أن تنهال على رؤوسنا من قنابل اليهود الأشرار .
هو أخي الأصغر وكان عمره لا يتجاوز سنتين . نسيته أمي في الطابون , أثر الهلع الذي أصاب قريتنا الكفرين قضاء حيفا ,في 12/4/1948م . لترى الناس هاربين شاردين باكين سائرين إلى طريق مجهول .وعلى مسامعهم أصوات المدافع والقنابل والرصاص صوب قريتهم .
وبأسرع من البرق , تركني والدي ووالدتي مع إخواني الصغار تحت شجيرة بالقرب من قريتنا , وذهبا مسرعين إلى الطابون , حيث يوجد أخي الصغير , فأتوا به بعد أن نجوا من الموت بإعجوبة , وهم بين آلاف الطلقات النارية , ولكن الله سلمهما من الموت .
أمي لوالدي : إلى أين سنذهب ؟
والدي : دعينا تحت هذه الشجيرة لنسأل أهل قريتنا إلى أين هم ذاهبون ؟
رجل مشرد ينادي : أيها الإخوان , عليكم أن تناموا هنا قريبن من بلدكم , آمنين من رصاص عدوكم , ولمدة اسبوع وستعودون إلى منازلكم آمنين مطمئنين , هكذا سمعت من أناس بهم الثقة .
آخر : أيها الرجل , وكيف نعود إلى منازلنا وهي مهدمة عن بكرة أبيها ؟
آخر : سنعود إلى منازلنا وننام فيها ولو بين الركام .
والدي : انهضوا يا أولادي سنذهب مشياً إلى قرية أم الفحم لحين السماح لنا بالعودة إلى ديارنا وأثاثنا وكل ما نملكه والذي أصبح تحت الركام .
وانتظر والدي أسبوعاً ويتلوه أسابيع , والأنباء تتكرر , ستعودون أيها المشردون , أيها اللاجئون , وهذه وكالة غوث اللاجئين تحتضنكم , وفعلاً أحتضنتنا واحداً وسبعين عاماً ولم تزل مفاتيح منازلنا معنا إلى يومنا هذا ,
يتبع......
|
|
|
|