[رشيد الميموني]

إلى أبي رحمه الله
في الذكرى الثامنة لرحيله
23 ماي 2011
23 ماي 2019
=============

عم سنتحدث ؟
والصمت ينتحب في وجل
ويحكي عن زمان ولى
عن عصافير لم تعد تشدو
وأنت هناك حاضر غائب
والعمر يسري أسائل نفسي
عم سنتحدث ؟
أعن الأماكن وهي ترنو
مع بزوغ كل فجر
وعند أفول شمس
وجلة باهتة
تروح حثيثا
لمستقر لها وتغدو؟
أم عن ذكريات
صارت لها ذكريات ؟
أننطلق من جديد ونعدو
عبر الروابي الحالمة
بين الفجاج الساهمة
ونطلق العنان لخطواتنا
تقودنا إلى حيث نشاء
إلى حيث تشاء ؟
أذكر أنه كان الأصيل
وأنا بين أشجار السنديان
أمرح كالصبيان وألهو
وأن المساء حل عبوسا
والشمس كسيفة المحيا
كان يوما من أيام أيار
وهج يخفت ويخبو
وأذكر كيف التقينا
ذاك المساء
وعيناك إلي ترنو
تخاطبت الروح قبل اللسان
فاطمأن القلب
والنفس إليك تصبو
فكانت ليلة لا كل الليالي
كنا قريبين
كما كنا دوما
بل كنا أقرب من بعض
حين تلاقت أعيننا
في حديث صامت
يختزل الزمان
أكنت تودعني
أم كنت توصيني ؟
أكانت بسمتك
بسمة رضا
أم بسمة استسلام
لذاك الذي أتى زائرا
بين ثنايا الضحى
ليهزم لذة اللقاء
ومتعة العناق
ويدبر حاملا معه
روحك وروحي ؟
عم سأتحدث
ولمن سأحكي ؟
عن الغدير واشتياقه ..
عن الوادي ولهفته ..
عن النهر والأشجار..
وأنت هناك ولم تعد هنا ؟
عم سنتحدث
والصمت يخبرني
أن كل شيء صار أخرس
منذ نويت الرحيل
وأنا ارتع هناك
تحت شمس الأصيل
ساهيا وألهو ؟