22 / 08 / 2019, 07 : 09 PM
|
رقم المشاركة : [13]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: طرابلس لبنان/ للشاعر غالب أحمد الغول
شاعرنا الملهم المبدع ابن حيفاي الأستاذ غالب ..
تحية وعرفان وامتنان لك ولتفاعلك الإنساني وجمال إبداعك، فأنت أستاذ بكل ما تعني الكلمة.. أستاذ في الإبداع وأستاذ في الإنسانية وأستاذ في العروبة وأستاذ في الأخوة والوفاء .. ما شاء الله عليك..
مع كل هذا الإبداع جدير بي أن أقتبس ما كنت كتبته على صفحتي الشخصية في فيسبوك كتنبيه لأهل طرابلس ، خصوصاً وكما يعرف معظم الزملاء هنا ، والدتي رحمها لبنانية من مدينة طرابلس وعائلتها ، أي آل الرافعي ، واحدة من أهم وأكبر عائلات طرابلس ويعود نسبهم لعبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما ، وجدي كان قاضياً ومفتياً لطرابلس كان يعشقه في زمنه كل أهل طرابلس لدينه وورعه وأمانته بالإضافة لشعره الديني الجميل الذي لقّب بسببه : " مجدد الأدب الروحي في دنيا العرب " والذي ما زال يسمعه الناس في أنحاء المدينة بشكل خاص وأسواقها الشعبية بصوت المقرئ الشيخ محمد صلاح الدين كبارة .. واشتهرت هذه العائلة بالعلماء والشعراء والقضاة ولهذا السبب لقبت باالرافعي كما ورد " رافعي لواء العلم والأدب" .
بالإضافة لكل هذا فأنا ولدت ونشأت في طرابلس ووالدي دفن في طرابلس وكذلك والده الذي سقط ميتاً حين علم بسقوط مدينته حيفا بأيدي الصهاينة ، وهو وجدي والد أمي كانا زملاء ودرسا الحقوق معاً وكذلك علومهما الشرعية .
وأتحدث قليلاً عما نراه يحصل في طرابلس - لبنان خصوصاً ولبنان عموماً .. إذا سمحت لي .. سأقتبس ما نشرته على صفحتي الشخصية أولا:
(( قولوا عني ما شئتم.. اليوم أشعر أني أكره لبنان .. لبنان الذي دائماً أعشق وأتنفس وكنت أردد دائماً مع جبران: (( لكم لبنانكم ولي لبناني ... )) هذا صحيح بكل ما ورد في القصيدة ولكن اليوم تحديداً أشعر بنقمة هائلة تفوق الاعتراض والتنصل من الفساد الذي ورد في القصيدة .. وكما يقول المثل الشعبي: " بحبك يا رمشي بس قد عيني لأ " أحب لبنان لأن به طرابلس والشمال لا العكس " وحين يصر لبنان من خلال نظامه الطائفي الفاسد قتل طرابلس وضواحيها فقط وسرطنة تربتها وأجيالها بكل هذا الإجرام وتحويل أهم جبالها لمطمر نفايات فأنا أكره ولا أعترض فقط .. تغدون عندي أيها المتواطئون كالصهاينة تماماً والخونة من حولهم - بل أنتم كذلك بما تفعلون بطرابلسي عشقي الأبدي.. أحبك يا لبنان أولاً من أجل طرابلس وبلا طرابلس لا يعود لبنان هو لبنان ذاته في وجداني ..!
كل هذا الحقد والغيرة من طرابلس لقتلها وسحقها وتشويهها ولا تكونوا نسخة طبق الأصل من الصهاينة؟!
لأن طرابلس هي أثمن ما في لبنان .. لأنها عاصمة المدن الفينيقية .. لأنها المتحف الحي..لأنها المدينة المملوكية الرائعة.. لأنها التاريخ العريق .. لأنها الثقافة والعروبة .. لأنها بلد العلم والعلماء .. لأنها الأصالة بكل صورها وأجمل معانيها تريدون طمسها بالنفايات ؟!!
أكرهكم وأحب لبنان الذي يحافظ على طرابلس ويصونها
يا أهل طرابلس .. إن لم تعتصموا بوجوههم وتقوموا قومة رجل واحد وتتخذوا من جبل تربل إقامة دائمة بشيبكم وشبابكم ونسائكم ورجالكم حتى إسقاط مشروعهم الهدام ؛ يكون قمة العقوق بحق أجدادكم ومدينتكم ومستقبل أطفالكم ..
قولوا عني ما شئتم.. لكن أرجوكم هبوا لحماية مدينتكم وضواحيها وجبل تربل ... كل مناطق لبنان ليست أفضل من طرابلس حتى تستسلموا لهم .. سرطنة تربتكم وأولادكم ليس قدراً حتى تنصاعوا له
طرابلس هي الأصل وتستحق اليوم أن تقفوا من أجلها وتوقفوا كل شيء حتى يعودوا عن مشروعهم
" طرابلس حيطا مانه واطي " هذا واجبكم الذي يجب أن تثبتوه ... الحب موقف وعطاء وحماية لا مجرد حزن على مواقع التواصل الاجتماعي وأمنيات لا تسد ولا ترد
إلى جبل تربل توجهوا وخذوا أولادكم وزواداتكم وحتى أراكيلكم إن شئتم .. اعتبروه سيران طويل .. المهم أن تقوموا وتقفوا وتثبتوا على موقفكم ..
أما أنتم يا أتباع الزعماء المتواطئون .. قفوا مرة وقفة عز فالزعيم الذي لا يحترم مدينتكم ولا يخاف على أولادكم لا يستحق أن يتّبع .. ومدينتكم وأولادكم أغلى منه وأعز))
للأسف مدينة طراابلس كثيراً ما كانت مستهدفة ولم تزل ، بل زاد استهدافها من قبل الطائفيون الفاسدون ، خصوصاً وأنها كانت دائماً عصية على التغيير الديغرافي.
تتميز مدينة طرابلس بتاريخها العريق ونبضها العروبي السليم وعدد كبير من عائلاتها من الأشراف ومن سلالات الصحابة الكرام ولم يعرف فيها أي تعصب أو عدم تعايش أو تزمت على العكس مما يحاولون الترويج له لتشويهها .. بالإضافة لهذا فطرابلس تاريخ عريق جداً يعود لآلاف السنين ، في كانت عاصمة المدن الفينيقية - التسمية - " تريبوليس " وفيها طبعاً الكثير من الآثار الفينيقية .. توالت الحقبات التاريخية وكان دائماً لطرابلس دور في غاية الأهمية كل حقبة من الحقبات تركت آثارها - وطرابلس تعتبر المدينة المملوكية الطابع الثانية بعد القاهرة - تبعاً لاختلاف الحجم ، ولهذا عرفت طرابلس أيضاً بلقب: " المتحف الحي " وهو ما يتعرض اليوم للهدم والإزالة بمختلف الأساليب القذرة.
واليوم للأسف يريدون تحويل جبل " تِرْبُلْ" الذي يعلو طرابلس والمدن الصغيرة والقرى المحيطة بها وتعتبر من ضواحيها - جاء الوزير الطافي الفاسد ليفرض الأمر الواقع بتحويل الجبل إلى مكب لنفايات بصورة طائفية - يعني نفايات المناطق المسيحية - يخجلني أن أقول هذا لكنه للأسف الواقع الوقح - والمكب عشوائي في تربة تتسرب منها إلى المدينة والبلدات المحيطة والبساتين والمزروعات وكل الحتصون أجمعوا أنها ستسرطن التربة لأجيال قادمة كما ستعرض سكان طرابلس وضواحيها لتفشي المرض الخبيث إلخ..
كل الشكر والتقدير لك شاعرنا الغالي ولكل السيدات والسادة المهتمون ، وعذراً على الإطالة
عميق محبتي وتقديري
هدى الخطيب
|
|
|
|