[رشيد الميموني]

Santa Eularia del Riu

القديسة أولاريا
بيني وبينك مسافات
لم يسبق لي ان عرفتك ..
ولا رأيت ملامحك
أجهل إن كنت تشبهين أميرتي
ولا أدري إن كنت عانيت
أو تالمت وتعذبت
إن سعدت ورضيت ..
لكني أدركت وأنا مستسلم لخطواتي
على الجسر البهي
وأميرتي برفقتي
أن عذوبة النهر من رضابك
وملوحة البحر من دمعك
وأن طيبة قلبك أضفت
على الروابي خضرة
وأن مروج الأرخبيل أينعت
لبسمة شفتيك ..
على جسرك كنت أهذي
وأميرتي بجانبي
متأملا صفحة النهر
الحالم في سكون
رانيا إلى الأفق الأزرق
في سهوم ..
وكان المطر شاهدا
على أحاسيس تنبض
بإيقاع حب سرمدي
للمكان والزمان ..
على عشق أبدي
للبحر
للصخر
للإنسان ..
عل جسر نهرك وعيت
وأميرتي في حضني
أن للمكان سحرا
وللزمان روعة
وللرمل همسا
وللموج ترنيمة
وللصخر تنهيدة
وأني سوف أغادر أرضك
تاركا بعضا من قلبي
وجزءا من روحي
ليجوبا التلال والربى
ويصولا ويجولا
جذلا وحبورا
بين افيائك الوارفة
ودروبك الدافئة
ممنيا النفس
بلقاء أجمل
وعناق أحر
وحلم أبهى وأطول
بعودة شراعي من جديد
ليمخر العباب
ويرتمي من جديد
بين أحضان مرفئك .