[غالب احمد الغول]

التحليل الأدبي لنص شعري
موضوع قيم له فائدة لكل دارس ليعرف أن النص الأدبي عامة والشعري بشكل خاص , لا بد أن يكون له المستوى الأدبي العام لنقده , ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن تجد ناقداً ينقد القصيدة الشعرية نقداً تفصيلياً دقيقاً من حيث النحو والصرف والبيان والمعاني ومخارج الحروف وتناسقها لفظاً وإيقاعها وموسيقاها من غير أن تجد نقصاً نوعياً في عملية النقد , لعدم تخصص الشاعر والناقد بكل هذه العلوم وتفاصيلها ,
وبهذا المقام , نقول :
عندما يتحدث الناقد مثلاً عن المعجم الإيقاعي . فينبغي أن يكون في جعبته الأدوات الكافية للنقد التي تفسر لنا ( معنى الإيقاع , ونبر الإيقاع , والمستوى الإيقاعي , والطبقات الصوتية وكيفية علاج الزحافات التي قد تسخط الإيقاع الأصلي للتفعيلة ,وعليه أن يكون له علم بموقع السكتة الموسيقية التي تتناسب مع إيقاع زحاف التفاعيل , ثم علية أن يدرك معنى التكافؤ الإيقاعي بين تفعيلة أساسية وتفعيلة لحقها الزحاف , بمعنى آخر , عليه أن يدرك بأن ( مُتَعِلُنْ (ب ب ب ــ )في بحر الرجز لا تتكافا مع مُسْتَفْعِلُنْ ) (ــ ــ ب ــ ) في بحر الرجز نفسه , لا باللفط ولا بالإيقاع ولا بمخارج الحروف, إلا إذا عرف الناقد معنى اللقب الذي وضعه الخليل لهذا الزحاف وهو اللقب ( مخبول) ليتم معالجته حين الإنشاد الشعري , وإلا سيلحق هذه التفعيلة وغيرها من الزحافات خلل إيقاعي ملموس . وإذا سألنا الشاعر نفسه عن أسباب هذا الزحاف الذي وضعه الخليل , فلن يجيبك إلا بكلمة واحدة قائلاً :( هكذا وردت في العروض ) والسبب في ذلك هو انفصال علم العروض عن علم الموسيقى , منذ أزمان وأزمان ,
ومن هنا نقول إن أصعب النقد لا يكون إلا في الشعر , فهو يخضع لبعض النقاد الذين لا يجيدون كل تفاصيل القصيدة إيقاعياً وموسيقياً وبلاغة وشكلاً ومضمونا بشكل يؤهلهم إلى نقد القصيدة بميزان الذهب الحساس بشكل تام , ومن هنا نقول :
بأن النقد بشكله العام يبقى خاضعاً لأهواء النقاد , الذين يحللون القصيدة من زوايا إدراكهم العلمي أو بمستوى ثقافتهم الأدبية .
وأشكر الدكتورة رجاء التي أتاحت لي كتابة هذه الأسطر المتواضعة .