[د. رجاء بنحيدا]

مخطئ جدا من يظن أن الحقيقة لاتزال هناك ، وأنها لا ترافقنا في قطار الحياة ، في حقيبة السفر، هي كالظل الذي ينتظر الوقت المناسب ليصبح شبحا حين نتجاهله ولاننتبه لمأساته ، بل هي الحلم الذي ننسجه لنصبح سعداء بالوهم.

وشقيٌّ ذاك الذي يحسب أن الوطن قد ترَكناه ، هو في أنفاسنا وبين ضلوعنا ، يقاسمنا مشاعر الاشتياق، يشاركنا قهوة الصباح ،حديث المساء ووحدتنا ، يجالسنا حينا ، ويغضب حينا ، يلبس همومنا ونرتدي شقاءه .

هكذا هو الوطن يلازمنا ونلازمه لكنه يتميز عن الحقيقة بأنه أحن منها فهو يحضننا بينما الحقيقة تصفعنا صفعة قد تكون دامية ..

أيتها الحقيقة تمهلي، رفقاً بنا، فقد أصبحنا متعبين من جراء هذا الظلم المتتالي ، من جراء نفاق ممتد وذل مستبد ...
رفقا ، فقد خرمت نفوسنا ومرضت فأصبحنا نخاف عليها من موت حقيقة الحقيقة وازدياد خطوب وتعاسة الوطن .. !

-

- كلمات كتبتها ذات انكسار-