عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 02 / 2020, 11 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

عن قصيدة أماه للشاعر غالب أحمد الغول

الأم؛ كلما أراد شخص منا مهما كان مستواه الثقافي والمعرفي والاجتماعي أن يتحدث عن أمه،فسيعجز لسانه عن التعبير؛ ولو ظل يتفنن في الكلام لساعات، أو يخط ما تجود به قريحته بالأقلام ملء السطور من أوراق أو دفاتر أو كتب.. فالأم لا تكفي في حقها كلمات الحب ولو أن شعورا أقوى من المحبة لكان لها، ولا يمكن لأي منا أن يعبر لأمه عن امتنانه ب"شكرا"... لأن هذه الكلمة قليلة جدا مقابل ما أسدته لنا حتى من قبل أن نكون.... فلطالما كانت تفكر بي إذ لم يكن لي وجود بعد بهذه الحياة.. تسهر الليالي فرحة وأنا في أحشائها جنينا أتخبط.. أفاجئها بلكمة أو ركلة فتتألم بسعادة... مسرورة صارت تزور هذا المحل وذاك بعد أن أحست بنموي لتنتقي لي أجمل ما يمكن أن أرتديه لبروزي بهذه الحياة الجديدة... وللمستشفى تذهب لتطمئن علي قبل أن تطمئن على حالها... تدعو الله دائما أن يسلمني من كل شر .. ويحفظني من كل أمر... من قبل أن تر اني.. لم تعرف بعد إن كنت صبيا أو صبية.. وحتى لو أخبر الطبيب الأم فإن الله قادر على إظهار الخطأ..
تدعو لي أمي وهي لم تر شكلي بعد.. أأشبهها؟ أم أشبه أبي؟ جميلة أنا أم على شيء من القبح والذمامة....؟؟؟؟؟ تدعو لي وهي لا تعرف شخصيتي بعد.. أسأكون لطيفة يسهل عليها تربيتي أم شرسة..عنيدة؛ حسن تربيتي عسير...؟ كل هذا لم تكن تعرفه أمي ومع ذلك كانت كلما رأت شيئا صغيرا جميلا أرادته لي..وُلدت.. رأتني أمي.. فبدت على ملامحها مظاهر الفرح.. سمات الحبور والسرور، بعد أن كانت تحس الألم يمزق جسمها.. بعد أن كانت في لحظة من لحظات ما قبل الوضع تصرخ مناجية ربها وهي لا تدرك بأي شيء تدعو سوى "يا ألله"..
وُلدت فألبستني ما اشترت وزادت، أرضعتني؛ ضمتني إليها؛ ظلت تنظر إلي بفرح تراه في عينيها... وأنا أكبر شيئا فشيئا.. تتمنى لو كان بإمكانها أن ترجعني إلى أحشائها، فلا التقبيل يكفيها للتعبير.. ولا العناق وجدته كافيا أيضا لتجسد حبها الشديد لي؛ وتسجله وترسمه؛ لكنها كانت فعلا ترسمه، وتسجله وتجسده بنظراتها؛ بالبسمة المرتسمة على شفتيها، بملامحها التي كانت تحاول أن تغيرها لتضحكني، بصوتها العذب الذي كان يسمعني ألحانا عذبة طيبة بين الفينة والأخرى فأحاول تقليدها، بكلماتها الرنانة، بقصصها بحسن تربيتها لي ونصائحها، بأكلاتها اللذيذة الشهية... بخوفها علي، ... بتشجيعها لي........
استطاعت أمي أن تملك مني القلب والروح.. فحبي الأول والأوسط والأخير والدائم أمي...
أقول بكل حب وفخر واعتزاز.. أنا مِلك لك أمي.. ولو وهبتك كل ما أملك ما تمكنت من إرجاع شيء وهبته لي... أمي نور الحياة ؛ أمي بهاء وصفاء... أمي القداسة الطاهرة الجميلة .. الروح الطيبة ... أمي الربيع المزهر دائما .. أمي فيض الخير الكريم.. أمي كل الحنان والأمان
أمي الملاك الطاهر، أمي نسيم الأسرة..بلسم الجراح.. نور الحياة.. أمي من وضع تحت قدميها الجنان..... الحب كله أمي.. ماما .. يامو.. إمي .. يما ... ست الحبايب .. كل الحناين ..
وما جعلني أكتب هذه السطور اليوم عن الأم هو حين كنت أبحث مرة في منتدانا عما كتب قديما وسُطٍّر فدون؛ ولم يسبق لي أن اطلعت عليه وجدت قصيدة جميلة عن الأم قد نظمها الشاعر غالب أحمد الغول وكان ذلك في شهر شتنبر الماضي قبل أن تغلق صفحات المنتدى للتعديل؛ فقررت حينها أن أقوم بمقاربة تحليلية لها، صورتها ونقلتها ثم ظل ذاك القرار مؤجلا إلى حين غير مسمى؛ وقبل أسابيع أتصفح المنتدى فقرأت ما سطرته الأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب عن أمها رحمة الله عليها، فذكرت النص الشعري ، وإذا بي أتفاجأ بمن جعل ذلك النص ضمن ردوده على نص الأديبة هدى.. قررت حينها أن أسارع بما كنت قد نويته من قبل، لكن شيئا آخر كاد أن يمنعني وهو تعليق الشاعر نفسه عما سجلته الأستاذة رجاء بنحيدا حول " كيف تحلل نصا؟" إذ ركزت على أهمية عنوان النص باعتباره النص الأول الصغير والمدخل للنص الكبير؛ لكن شاعرنا غالب أشار إلى بعض النقاد الذين يقومون بنقد نصوص فقط من أجل النقد دون أن تكون لهم ثقافة حول ما يجب أن يكونوا على علم به؛ ودون أن يضبطوا قواعد اللغة والبلاغة والشعر أو يحترموا مقاييس النقد......
فكدت أتراجع عن قراري بعد قراءة ما سجله الأستاذ غالب.. لكن فجأة و "الراس اللي ما يدور كدية" كما يقول المثل المغربي عزمت على هذه المقاربة مخبرة إياكم أستاذ غالب إن اطلعت على هذا أني لست ناقدة وإنما هي مجرد محاولة لدراسة نصكم.. وكذلك فليعلم الأحباب بالمنتدى وليعلم أهل الاختصاص أني أنتظر توجيهاتهم وأنتظر أن تبرزوا لي مكامن الخلل في نسيجي ...
فانتظروني لي عودة بداية

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة خولة السعيد ; 27 / 06 / 2020 الساعة 25 : 12 PM.
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس