| 
				 الموشحات / إشراف غالب أحمد الغول 
 إخواني الكرام ,دعونا نفتتح باباً من أبواب الشعر الأندلسي بما يسمى بالموشحات , لنغرف منه الحب والود في المعاني والألحان , فهيا بنا نتعرف على تعريف الموشح , ونعطي أمثلة شعرية وتطبيقية , لنسير على هداه ,
 
 الموشح : هو نمط من الشعر الحديث الذي استحدثه شعراء العرب في الأندلس , في القرن التاسع الميلادي, , وسمي بالموشح نسبة إلى الوشاح التي تلبسه المرأة المرصع بالجواهر , وهو شعر غنائي جميل له قواعد خاصة , مما جعل النقاد يختلفون بآرائهم حول نمط التفاعيل , هل هو من الشعر أم هو من الأوزان الخاصة , وحسب رأيي , فأنا أقول:
 إن الموشحات المبنية على تفاعيل عروضية , بأوزان عروضية , وبلغة عربية فصيحة , فلا شك بأنها إن لم تكن من الشعر العمودي بخيمة لها عمود واحد , فهو من الشعر البنائي المكون من عدة طوابق , كل طابق له قافية خاصة , به أسماط البيوت . وسلسلة الأقفال , وتعدد الأشطار الشعرية ,  لها بحر واحد , أو إن شئت قلنا لها وزن واحد بقواف متعددة . فإنه بهذا يقترب من الشعر الحر نوعاً ما . تتنوع به الأغراض الشعرية من غزل ومدح ورثاء وزهد , ووعظ وإرشاد , وغيرها .... وجميعها تقترب من أوزان بحر الرجز والهزج والرمل وبعض الأوزان الأخرى .وجميعها تتقابل فيها القوافي والروي وأطوال الأبيات . لها جميعاً جمالية الإيقاع وعذوبة اللحن , وخاصة زمن الرجل المشهور باسم ( زرياب) الموسيقي العربي المشهور آنذاك .والذي اشتهر بالغناء .....لتلبية الظواهر الاجتماعية  السائدة هناك والتي سببت تنوع الأوزان بسبب اختلاط الشعب العربي بشعوب غير عربية ,
 تطبيق على الموشحات , اخترنا لكم هذا الموشح المشهور
 
 جادك الغيث إذ الغيث همى ...يا زمان الوصل بالأندلسِ
 لم يكن وصْلُك إِلأ حُلُمًا ...في الكرى أو خُلسة المختَلِسِ
 @
 إذ يقود الدّهرُ أَشتاتَ المُنى...ينقلُ الخطوَ على ما يرسمُ
 زُمَراً بين فرُادى وثُنًى...مثل ما يدعو الوفودَ الموْسمُ
 والحيا قد جلَّل الرّوض سنا....فثغور الزّهرِ فيه تبسـمُ
 @
 وروى النُّعمانُ عن ماءِ السّما ...كيف يَروي مالِكٌ عن أنَسِ؟
 فكساه الحُسن ثوبًا معلما ...يزدهي منه بأبهى مَلبسِ
 @
 في ليالٍ كتَمَتْ سرَّ الهوى ...بالدُّجى لولا شموس الغُرَر
 مال نجمُ الكأس فيها وهوى...مستقيمَ السير سَعْدَ الأثرِ
 وطَرٌ ما فيه من عيبٍ سوى ...أنّه مرّ كلمْح البصّــرِ
 @
 حين لذ الأُنس شيئًا أو كما ...هجم الصّبحُ هجوم الحرَسِ
 غارت الشهْبُ بنا أو ربّما ...أثّرت فينا عيون النرجسِ
 @
 أَيّ شيْءٍ لا مرئٍ قد خلُصا ...فيكون الروّض قد مُكَّن فيهِ
 تنهب الأَزهار فيه الفُرصا...أمنَت من مكره ما تتقيهِ
 فإذا الماء تناجى والحصى...وخلا كلً خليلٍ بأخيه
 @
 تبصر الوردَ غيورًا بَرِما ...يكتسي من غيظه ما يكتسي
 وتَرى الآس لبيبا فهِما ...يسرقُ السمْع بأذنيْ فَرَسِ
 @
 يا أُهيْل الحيّ من وادي الغضـا...وبقلبي سـكَن أَنتـم بـه
 ضاق عن وجدي بكُم رحْبَ الفضا...لا أبالي  شـرقـه من غربهِ
 فأعيدوا عَهدَ أنسٍ قد مضـى... تُعتـقوا عـانيكمُ من كـرْبه
 @
 واتقوا الله وأَحيوا مغرمَا ...يتلاشى نفسا في نَفَسِ
 حبَس القلب عليكم كَرما ...أفترضون عفاءَ الحبسِ؟
 @
 وبقلبي منـكمو مقتـربُ...بأحاديث المنى وهو بعيـد
 قمرٌ أطلع منه المـغرب...شَقْوة المُغرى به وهو سعيد
 قد تساوى محسنٌ أَو مذنبُ...في هواه بين وعْدٍ ووعيد
 @
 ساحر المقلة معسول اللّمى ...جال في النّفس مجالَ النفَسِ
 سـدّدَ السّهمَ وسمّى ورمى ...في فـؤَادي نهبـة المفتـرسِ
 @@@@@@@@@@@@@
 هل بإمكانكم كتابة موشحاً مركباً على قافيتين فقط ؟
 
 هيا بنا , وأشكركم ....... على نشاطكم . وعلى تشجيعكم ,
 
 .
 والموشحات أنماط متعددة , وإليكم هذا الموشح لنتعرف على مطلعه وأقفاله وأسماطه , ونسير على منواله في مساجلتنا القادمة ,
 
 
 موشح " أيُّها الساقي إليك المُشتكى" لابن زُهْر الإشبيلي ، وقد قام على خمسة أدوار :
 
 
 
 أيُّها الساقي إليك المشتكى ** قد دعوناك وإن لم تسمعِ ( مطلع )
 ونديمٍ هِمْتُ في غُرَّتِهِ( سمط )
 وشربْتُ الراحَ من راحتِهِ ( سمط )
 كلّما استيقظ من غفوتِهِ ( سمط )
 جذب الزق إليه واتّكا ** وسقاني أربعا في أربعِ( قفل )
 غصنُ بانٍ مال من حيث استوى ( سمط )
 باتَ من يهواه من فَرط الجوى ( سمط )
 خافقَ الأحشاءِ موهونَ القوى ( سمط )
 كلّما فكّر في البَيْنِ بكى ** ويحه ! يبكي لِمَا لم يقعِ ( قفل )
 ما لعيني عَشِيَتْ بالنظرِ ( سمط )
 أنْكرَتْ بَعدَك ضوءَ القمرِ ( سمط )
 وإذا ما شِئْتَ فاسمع خبري ( سمط )
 عشيَتْ عيناي من طولِ البُكاء ** وبكى بعضي على بعضي معي ( قفل )
 ليس لي صبرٌ ولا لي جلدٌ ( سمط )
 يا لَقومي عذلوا واجتهدوا ( سمط)
 أنكروا شكوايَ ممّا أجدُ( سمط )
 مثلُ حالي حقُّه أن يشتكى ** كمدَ اليأسِ وذُلَّ الطمعِ( قفل )
 كبدي حرى ودمعي يكفُ ( سمط )
 يعرفُ الذنبَ ولا يعترفُ ( سمط )
 أيُّها المعرضُ عمّا أصفُ ( سمط )
 قد نما حبُّك عندي وزكا ** لا تقل في الحبِّ إنّي مُدّعي ( خرجة )
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |