عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 10 / 2008, 01 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

النفق الأول / الشروع في نقل جثة أخرى ..

[align=justify]
كان يفترض أن أفكر لساعات طويلة بهذا الشيء الذي بدأ ينتابني في الأيام الأخيرة ..لكن لم أفكر ولم أكلف نفسي حتى فضيلة القول بأنني درست المسألة من هذه الزاوية أو تلك ..فقط سقطت تماما في منطقة محايدة يصعب وصفها .. قبل ذلك كنت لأيام متوالية أعمل وأخطط لكتابة رواية تكون مغايرة أو جديدة نوعا ما ..السؤال الذي تحرك مثل نهر جارف أربكني " وماذا ستكتب وما هو الجديد الذي ستضيفه إن كتبت "؟؟..ووراءه تماما ودون أي فاصل انبثق من داخلي يقين غريب بأنني أتحرك في محيط جامد لا حياة فيه .. الوجوه محنطة ..الملامح جامدة .. الكلمات مسطحة فارغة .. الخطوات على الأرصفة دون هدف .. الابتسامات التي تهطل في أوقات متباعدة مجرد حركات بلهاء لا تعبر عن أي شيء ..عندها ، لا أدري التوقيت بشكل حاسم ، قررت أن احمل جثتي وأنقلها إلى مكان آخر..عند الوصول إلى هذا الحد من التعامل مع شخصي على انه مجرد جثة أخرى من الواجب نقلها ووضعها في مكان ما رأيت بما يشبه الهيمنة الكلية على تفكيري أن هناك حاجة ملحة للتصالح مع الموت ..هل يبدو الأمر غريبا ؟؟.. لا أظن .. أكثر ما يقلق البشر في الحياة هو التفكير بالموت ..هذه الكلمة التي ينفر البعض من مجرد ذكرها أو تذكرها..لكن هم يخطئون ألف مرة في ذلك ، لأنهم قبل أي شيء آخر ينفرون أو يهربون من مسألة لا تكون مكتملة المعنى إلا بالتصالح معها نفسيا ومعنويا وجسديا ..ليكن الموت صورة قريبة جدا من العين والقلب والإحساس ..عندها تتغير كل الأشياء ، تتبدل ، تتبعثر .. لا تعود ذات معنى كان لها من قبل .. ربما أقرب شيء إلى ذلك انك تقف موقف المراقب الذي يضحك ويشتد ضحكه كلما ازداد تشابك الأمور ..فالأمور عندما تتشابك وتصير سيئة إلى أبعد حد ، ويصعب حلها ، تسقط صريعة لا معنى لها أمام خطوة واحدة من الموت ..الموت ينهي كل شيء بصورة سريعة وناجعة ولا جدال حولها ..التصالح مع الموت لا يعني أبدا أن تطلبه أو أن تسعى إليه .. لا يعني أن تقف منه موقف الشريك أو العدو ..بكل بساطة عليك أن تعتبره الصورة الحقيقية والتي لا يمكن الاستغناء عنها في كل شيء ولكل شيء .. هو نقطة الصفر التي تشعرك بأن وجودك وعدم وجودك في لحظة ما متساويان ..هذا الشعور الذي يعبر إليك ببرود أو غير برود لا فرق ، هو المعنى الأفضل لحياة تحياها وغيرك بشكل آليّ مكرر إجباري متقن الصنع ، لأنك في عبورك إلى نقطة الصفر تتحكم على أقل تقدير بجزء من أجزاء اللعبة الباردة .. لكن ما هي هذه اللعبة وكيف تلعبها وعلى أي أساس ؟؟.. هذا شيء يحتاج إلى شرح قد يطول ولا بدّ أن يطل من خلال السطور القادمة إذا اكتملت أو حاولت أن تكتمل ..فالكتابة شفرة حادة جدا تمر في كل الأحيان على سطح الشريان لتضعك ككاتب أمام احتمالين إما أن ينفتح الشريان وينزف دمك دون أن تكمل شيئا من الكتابة وإما أن يسطع الشريان ويتوهج تاركا إياك في حالة ألم ووجع وحزن وتفتت وعندها يمكن أن تكتمل الكتابة لتقول شيئا مما تريد أن تقوله ..
هل أريد أن أكتب رواية ؟؟.. قلت من قبل إن ذلك شائك أو لا جدوى منه .. هل هناك شيء ما أبحث عنه وأسعى لإيجاده كي أحقق شيئا مما أريد تحقيقه ؟؟..ربما .. لكن ما هو هذا الشيء الذي أبحث عنه ولماذا ؟؟..فعلا لا أعرف ..لكن عدم المعرفة لا تعني أن أتوقف عن البحث ..هناك شيء..هذا الشيء موجود بالتأكيد .. وعليّ أن أجده في برهة من الزمن لا أعرف كم تطول أو تقصر..والسؤال :ما هو هذا الشيء ؟؟..يبقى سؤالا محيرا ..
البارحة عندما حدقت في وجه أمي تذكرت طفولتي الهاربة ..تذكرت أشياء كثيرة كانت تتحرك في شريط يتأرجح بين الوهم والحقيقة ..كانت أمي تتحدث عن طفولتنا ..الخيط الذي كرّ أخذ يومض بين الحين والحين ..تذكرت كل أحياء ومناطق وحارات الشيخ محي الدين والصالحية ..وصلت إلى جبل قاسيون الواقف كما كان دائما ..نظرت في وجوه إخوتي رجاء ، عصمت ، رأفت ، أمل ..الزمن ركض وترك تلك الطفولة معلقة على حبل بعيد .. حتى أبي الذي رحل دون استئذان من أحد يوم 3 تموز 1991 ، أي أنه لم يطلب منا أن نسمح بذلك ، كان يقف قريبا وبعيدا يلوح بيد تمنيت كثيرا أن أفردها على صدري لتحميني من برد الأيام التي تزداد قسوة كلما اقتربنا من لهاث الأيام التي نعيش .. لكن ما هي الأيام التي نعيش وكيف نسميها في ذاكرة الحبر الذي ندلقه دون انتباه على الصفحات؟؟..
كنت احدث اليوم أحمد صوان رئيس تحرير مجلة " صوت فلسطين " التي أعمل فيها مسئولا ثقافيا..زاويته التي كتبها عن محمد زعيتر رئيس جريدة " الجندي " زميلنا الذي توفي مؤخرا أخذتنا إلى شيء من حالة الفوضى في الحياة ، بالأمس كان محمد زعيتر بكل شغفه الجميل بالحياة وصار اليوم مجرد ورقة معلقة على الجدار ..مات .. ربما شيء من أنفاسه ولفتاته ما زالت في مكتب المجلة ، لكنه باختصار مات ..إلى أي شيء نسعى ونركض ولماذا كل هذا اللهاث .. قبل أن أترك مكتب المجلة تحدثت مع صبري عيسى مخرج المجلة ومحمد مباركة رئيس تحرير الجندي بعد الراحل ، كانت الأحاديث متشعبة لا تقف عند شيء محدد .. ربما أتذكر بشيء من الانتباه حديث رنا كنعان المنضدة على الكمبيوتر عن أشياء كثيرة لها علاقة بالخطبة ومستقبلها ونظرتها إلى الحياة بروح الشباب .. كانت هنادي منوخ المنضدة الأخرى منهمكة بعملها إلى حد بعيد وكنت لا اعرف لماذا كانت مستغرقة بالأوراق إلى هذا الحد ..
صباحا ، قبل الذهاب إلى المجلة تحدثت معي نهال عبد الله من أجل مخطوط ديوانها الجديد ، كنت محرجا بعض الشيء في الحديث عن الديوان ..كان ديوانها السابق أكثر تلقائية ..شرحت وجهة نظري وملخصها أن ديوانها الجديد دخلته الصنعة .. والصنعة حسب اعتقادي تميت شيئا كثيرا من حرارة ودفء وتلقائية الفن.. هل عليها أن تغير وتبدل ..؟؟.. لا أدري ..فالفن حالة خاصة يصعب معها أن تعطي رأيا نهائيا .. ربما أكون مخطئا في رأيي أو خاضعا لمزاجية ما عندما قرأت مخطوط الديوان ..
عند عودتي ظهرا إلى البيت ، وبعد انتظار الميكرو باص والجلوس معززا مكرما محشورا مثل ذبابة ستختنق في أي لحظة اتصلت على المحمول مادلين إسبر وحدثتني عن الفعاليات التي تقام للأديبات العربيات في دمشق ..حملت لي سلاما من رفيقة بدور ..وحكت عن شيء من فوضى التنظيم الذي يتصف به كل تجمع نسائي أدبي ..فقلت وذكوري أيضا ,,كلنا في الهم شرق ..ذكرتني بموعد توقيع روايتها " الأنشودة الأخيرة " في المركز الروسي يوم الأحد 26 تشرين الثاني عند السادسة مساء ..وعدت إلى شباك الحافلة أبحلق في طريق لا يريد أن ينتهي ..
عندما أدخل منتديات نور الأدب على شبكة الانترنت أظن أنه وقت للاسترخاء والراحة ونوع متوهم من الاستجمام الثقافي .. المضحك أن اجتماع مشرفي المنتدى كان يحمل أشياء كثيرة كلها هموم مشروعة يفترض أن تجد حلا .. الأسماء التي دخلت ووضعت ملاحظاتها في منتدى المشرفين هي : ناهد شما ، مازن شما ، هدى الخطيب ،ميساء البشيتي ، نصيرة تختوخ ، بوران شما ، رشيد الميموني ،سلوى حماد ، طلعت سقيرق ، كنان سقيرق .. عشرة مشرفين ,,فأين البقية ؟؟.. لم يتساءل أحد لماذا غاب البقية ، وما معنى أن يغيبوا.. وبقيت المسألة معلقة بما يريده المشرفون من الاجتماعات ؟؟.. إلى أين نريد أن نصل في منتدى نتصور انه سيكون جيدا ، بل أحد المواقع والمنتديات الأهم في يوم من الأيام ..
هدى الخطيب دون مقدمات تضعني في زاوية السؤال والتساؤل وزحمة المطلوب مني في كل شيء ، هناك أمور لا أحب التدخل فيها بأي شكل من الأشكال لأنني أراها صغيرة لا تستحق أن أقحم نفسي فيها وهي تعتبرها هامة ولا تحتمل التأجيل ..هذا الخلاف شائك ولا يصل إلى شيء وهو صغير لا يتحمل أن نتجمع حوله كي نقول الكثير من الآراء التي لا تقدم ولا تؤخر .. لكنها مصرة على موقف تنظر إليه من زاوية أحادية هي زاويتها ..
البحث عن الشيء الذي أريد متعب .. والمتعب أكثر أنني لا أعرف ما هو هذا الشيء .. لكن من المجدي أن أواصل البحث حتى أصل إلى ما أريد ..
هل من السهل أن تكتب رواية في هذا الزمن اللاهث لا أظن ..لكن البحث طريقة لأن تكتب وتبحث معا وإن كنت لا تعرف عن أي شيء تكتب ..
تطول الرحلة أحيانا وأنت تضرب في الصحراء ..صحراء التيه في عصر حديث لا يشبه عصرا آخر .. لكنها رحلة ضرورية عليها أن تستمر .. كما هو ضروري أن تكتب .. وضروري أكثر أن تحمل جثتك وتنقلها إلى مكان آخر ..هل هذا صحيح .. ربما ..عليك أن تبحث ..
21/10/2008
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة طلعت سقيرق ; 24 / 06 / 2009 الساعة 23 : 06 PM.
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس