عفوا لذلك
عفوا لإدراج ما ستقرؤنه في هذا الموضوع ، فلم أقبل على كتابته بدافع التشاؤم ، أو بدافع أي شيء سوى الغيرة على جثة الإنسان وعلى الأخص الإنسان المسلم ، الذي كرمه الله على سائر مخلوقاته ، وأعزه حيا وميتا فجعل موارة جثته إكراما له رغم خلوها من الروح ، التي هي منه وأصل حياته وأساسها ، فقد بعث للإنسان كيفية تكريم تلك الجثة على يد طائر يبحث في الأرض ليواري جثة طائر مثله وبذلك ، تم تكريم الإنسان في حياته لما فضل من قبل ربه على مخلوقاته ، وفي مماته لما علمه كيف يواري سوءة نفسه ..
ومع الظروف التي يواجهها أهل الأرض ، في ظل ذلك الوباء الذي يدعى (كورونا) ، يقال أنه من توفى بذلك الفيرس أعاذنا وأعاذكم وأعاذ جميع سكان الأرض منه ، لا يغسل وبالتالي لا يكفن ولا يصلى عليه ، وبديهيا لن يمسه بشر أثناء الدفن ، فربما يدفن آليا عن طريق آلات الرفع كالونشات مثلا ! فتأذيت كثيرا لما يحدث ، فذلك يعد مؤشرا سلبيا يدل على مهانة الإنسان من بعد تكريمه ، وفكرت كثيرا في بعض الحلول وقد هديت إلى أحدهم وفي ظني أنه الأصوب ، أو الأقرب إلى الصواب ، فكما فرض علينا استخدام الآلة في دفن الميت ، وكما فرض علينا عدم صلاتنا عليه فأقل شيء يمكن أن يكون هو تغسيله وتكفينه ، فهتفت الفكرة بعقلي وأردت مشاركتكم بها ، وهي أن يقوم المتخصصين من المهندسين وغيرهم بعمل مغاسل آلية يتبعها مرحلة تكفين آلي أيضا في كل مدينة إو بلدة ، ضمانا لإعادة تكريم جثة الإنسان ، والحفاظ على الأحياء من العدوى وانتشار المرض .. لا أعلم أصبت أم غير ذلك ، لكنني أستصعبت الأمر وشق على نفسي تلك المهانة لبني آدم عموما ، والمسلمون على وجه الخصوص .. وأسأل الله رفع ذلك البلاء عن الأرض جميعها ، وأسأله لي ولكم والجميع النجاة من كل شر ..وأن يسلمنا برحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|