عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 04 / 2020, 39 : 05 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

تاملات في يوميات رباب

نصي هذا أقدمه لمن جعلني الأستاذ رشيد اعزها غاليته رباب.. قبل ان أهديه له هو إن رضيا عنه طبعا.. ونصي دعوة لقراءة قصة يوميات رباب للذي لم يقراه..
رباب البحر الهادئ الساكن مع جمال الروح والهائج امام كل العقبات، هكذا نعرف رباب من قصة رشيد الميموني..
والجميل في هذا النص أنك كقارئ تلمح علاقة طيبة أساسها الحب الكبير والنبيل الذي يجمع المدرس بتلاميذه فهاهي رباب ما تزال بعد سنوات على تواصل بأستاذها رشيد، الذي يستعد دائما بآذان صاغية وروح صافية لتلقي اخبار رباب وغيرها من أبنائه الذين لا يمكن إحصاء عددهم أكيد، دون أن يخطئ اسماءهم او ينسى وجوههم التي مر على رؤيتها مدة زمنية معينة، مما يدل على تلك العلاقة الطيبة التي لا يمكن ان تنتهي بنهاية موسم دراسي ما، وتجد رشيد على علم ببعض امورهم الشخصية وحياتهم اليومية، كما هو الحال مع رباب التي عبرت له عن بهجتها إذ أخبرها بأنه كتب عنها قصةسيقرأها ثلة من الأدباء العرب، رباب التي كانت في سنة دراسية ما صبية بإعدادية أبي بكر الرازي تعرف بدعابتها ومرحها، وتبدو اليوم بعد وصف كاتبنا لها انها ماتزال على نفس الحال برشاقة أكثر واناقة أحسن، تتغلب على قساوة ظروف مرت بها بما اكتسبته من تلقائية في الثقة بنفسها، ساعدها على ذلك روحها النقية العذبة والطيبة والهدوء الذي يميز طبيعتها، ولعل هذا الهدوء يظهر جليا في نهاية النص القصصي إذ يخبرنا الكاتب ان رباب تطفئ النور وتتامل سكون الليل وسبات الحي الغارق من نافذتها، وبرودة السماء الليلية المرصعة بالنجوم،كما اننا عرفنا علاقة رباب بالبحر وهي تلتجئ إليه نهارا لتسرد عليه اخبارها فيعبر عن فرحه بصفائه وهدوئه ويعبر لها عن مواساته وتعاطفه إذ يهيج فتغازلها أمواجه وهي تلاعب الرمال، ثم ياتي الليل لتغلق عليها باب الغرفة فتتصل بمدرسها وتحكي له حكايات النهار والليل ويتلقاها بحب، بعطف الأب وحنوه حيث قد ينصحها فتسعد بنصائحه، ويوجهها فتعمل بتوجيهاته إذ تعتبره قدوة لها بالحياة لا تخفي عنه شيئا...
سرد الأستاذ رشيد وإبداعه في الوصف قد يجعلنا نلتقي برباب صدفة فنعرفها دون أن يكون لنا بها لقاء سابق، سنعرفها من خلال الحب الذي رسمه الاستاذ، من خلال الوصف البديع الذي شمله بها..
عرفنا رباب انيقة.. جذابة.. وديعة، مرحة، هادئة... وتلك صفات الأنوثة الحقة.. صفات الأنوثة الجميلة الحية التي تنبع من وداعة وبراءة الطفولة..
فليوفق ربي رباب ويسعدها بحياتها وليهنأ أستاذها بضميره الحي وقلبه الطيب وروحه الصافية الطاهرة...
ليس رشيد الميموني مدرسة بقسمه فقط.. وإنما هو مدرسة الحياة.. جعل الله له بإذنه نصيبا من اسمه " رشد ويمن"....
من اجل ذلك اسمحوا لي سادتي القراء بأن أقف له من مكاني وقفة إجلال واحترام لما عرفته منه وعنه..
وهنا أختم بخاتم شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم ان يكون رسولا
وأعتذر لطوقان الذي رد عليه:
اقعد فديتك هل يكون مبجلا.... من كان للنشء الصغار خليلا

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس