رد: نص للنقد
تقسم نصها عروبة إلى أجزاء سبعة؛ فهل كان هذا العدد عفويا ليصادف موضوع النص بما يحمله من دلالات أم أن عروبة اختارت الرقم 7عمدا لتهب نصها قداسة وسؤالا .... وأشياء أخرى؟
نعلم أن الرقم 7مقدس لدى شعوب كثيرة ولدى عدد من الناس الذين يرون قداسة الرقم في القرآن الكريم حيث ذكر أن الله عز وجل خلق الكون في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع، كما أنه تعالى خلق سبع سماوات طباقا ومثلهن أراضي، وبقصة يوسف عليه السلام نقرأ: سبع بقرات سمان وسبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات.. ونعلم أن فاتحة الكتاب الحكيم سبع آيات.. الطواف حول الكعبة سبع مرات.. رمي الجمرات سبعا.. ألوان قوس قزح سبعة .. سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.....
أكل هذا وغيره جعل أجزاء نص عروبة سبعة لتستشف عبقها منها، ثم لماذا كانت عروبة تسجل عند بداية كل جزء رقما معينا (من 1إلى6)إلا الرقم 7لم تسجله..
أكان مجرد سهو؟ أم قد يجعلنا هذا نطرح استفسارات حول النص ويشوقنا لمعرفة هذه السبعة( النهاية)..
سنحاول دراسة كل جزء من سردية عروبة على حدة على أن نجمع قراءة النص كاملا لاحقا.. لعل ذلك يثير قراءات أخرى وعودات جديدة للنص الأصل ( رفقة الأمس)
تسترجع عروبة في الجزء الأول من نصها السردي لحظة عودة رفيق الأمس/ صديق الطفولة/ الجار الذي تحمل له ذكريات لا تغيب عن الذاكرة ومحبة ارتسمت بخزانة القلب باسمة بخاطرة.. رغم انقطاع التواصل الذي كان منه اولا، فجعل الساردة ترحل بعيدا عن المكان الذي ألفته بوجود صديق الطفولة..
حاولت صاحبة النص بعد مغادرتها إلى مكان آخر تناسي الماضي ومعايشة الحاضر حيث صارت تنشغل بالعمل عن كل ما كانت تحب من أغاني ومشي بين المنحدرات الجبلية، لتمر أيام وأعوام على نفس الحال ويحدث في يوم المفاجأة بالمحال، فقد عاد الجار معيدا معه شريط الذكريات.. اختارت الساردة في أول رؤيته تشويق المتلقي لشخصية رسمتها على أنها ذكرتها برفيق الأمس على أساس أن رؤيته لها كانت من خلف وهي مسرعة بعد خروجها من العمل، وصفت طيفه.. وهذا الوصف من بداية النص يهب للسرد رونقه.. فهاهي تصف طيفه الأنيق الطلة، الوسيم المحيا... ثم تصف بعد ذلك سيارتها التي اتجهت إليها مسرعة فوجدت حرارة الشمس قد لسعتها؛ ويسترسل الوصف وتتوالى الذكريات تترى.. إنها ترى حقيبة الطيف وتشبهها بحقيبتها وحقيبة الجار أيام الدراسة، وتتذكر كيف كانت تعتني بالحفاظ على حقيبتها التي تنال اهتمام جل زملائها، فتذكر ليلى التي كانت تغار منها،... هذه الذكريات ظلت تتوالى فتنساب معها الدموع لتضطر إلى إيقاف السيارة عل الذكريات تتوقف معها أيضا..
الأيام الغاليات لا تغيب عن البال والتاريخ ظل ملازما للذاكرة ، و من جديد تتذكر .. تتذكر تعاطفه معها من خلال نثرياته الشاعرية بينما هي تعلل النفس بغد تملأه الأمنيات، لكن هذا الغد كان مريرا بقطع هذا التواصل الذي كانت نهايته أقسى ما يمكن تذكره...
بعد شريط الذكريات الطويل تعود لشقتها في الطابق الخامس بإحدى العمارات.. لكن أثر الذكرى ما يزال موجعا فقد أحست باختناق وتوقف الأنفاس.. استردت بمفاجأة أمام باب الشقة، حيث وجدت بطاقة جميلة تحمل عبارة: " سيدتي حضرت ولم أجدك" .. تتأمل البطاقة المثيرة فتتلقى مفاجأة جديدة، جار الهمس يتصل.. ذلك الذي حل بذاكرتها اليوم بعد ان كان قد وعدها بانقطاع تام ولقاء مستحيل..
لكن هذه العودة جعلت الحياة جميلة، أشعرتها بسعادة يبهج لها بيتها أيضافلم تغادرها الابتسامة.. وصارت الذكريات الآن تسرها فمانويل صار حاضرا حقا وهو نفسه ذلك الطيف الذي جعلها تسترجع ذكريات الأمس..
هاهو مانويل هنا في زيارة لها بالبيت وهي من شوقها له وللماضي اضطرت لمجالسته واستضافته ومحاورته وتبادل نظرات الشوق والإعجاب وعبارات الإطراء إلى حين رغبته في الخروج وهي رغم ما تحسه من تعب وإرهاق ودت لو أنها تستطيع إبقاءه معها مدة أطول.. خرج فتناولت الأسبيرين لتنام.....
عروبة في هذا النص وظفت مجموعة من الثنائيات( الرحيل/ العودة_ الماضي / الحاضر_ الألم من الذكريات/ الفرح ببعث الماضي حاضرا..) في النص نجد أيضا تكرارا لبعض الألفاظ ( رتيبة.. رتابة .. مسرعة...)
( يتبع)
|