تفرح لأن الولد أحمد اقترب من عالم الرجولة... رغم ذلك، رغم كل تعلقها وخوفها وقلقها، حملتُ أمتعتي وسافرت.. انتقلت من مكان إلى آخر.. غبت لمدة سنتين.. انقطعت أخباري.. وأخبارها.. لم أرسل أي عنوان.. تركتها لأخوتي يرعونها... .
قصة في منتهى الروعة .... خرجت من نفسي زفرة , ومن العين دمعة , ومن مشاعري الكلمة ... أحياناً تكون النعمة بين أيدينا ولكننا لا نعرف قيمتها إلا عندما نفقدها ........... فالأم بحر من الحب ونهر من العاطفة وشلال من الحنان
فخوفها على أحمد طبيعي , هذا هو قلب الأم ...... سافر أحمد ولكنه لا يقوى على الغربة لقد رضع حب وطنه مع حليب والدته حتى كبر حب الوطن به , وكبر هو بحب الوطن , فيمكن أن ننتزع الإنسان من الوطن ولكن لا نستطيع أن ننتزع الوطن من قلب الإنسان
عاد أحمد لكن متى ؟؟؟؟؟؟؟؟ بعد فوات الآوان ..... ماتت أمه .... ماتت وردة البيت ولم يبقى من ذكراها إلا عبق ريحانها , وبقي الباب
ضغطت على الجرس ..انبعث الصوت حاداً.. ملأ الرنين أذني.. تحول إلى طنين حين نظرت إلى الجهة الأخرى... على يسار الباب ورقة نعوة... رغم العتمة والغبش كان الاسم واضحاً.. المرحومة.. الباب.. أنا.. وضعت يدي اليسرى على الورقة... أغمضت عيني ..وأخذ الطنين والدوار يأكلان شيئاً من القلب والحياة والروح...
هذه هي الحياة لقاء وفراق ...... اجتماع ووداع .......
ليس غريب عليك هذا الإبداع .... فلا فض أدباً أنجبك ولا عم مداداً طوعته بنانك
دمت بخير