عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 05 / 2020, 15 : 03 AM   رقم المشاركة : [27]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: يوميات في حب نور الأدب

ويستقبلني أسدي اليوم أيضا
و آتي إلى هنا هذه المرة لأقول لكم إني أودعكم ولتكن يومياتي معكم إن تذكرتموها هي أني سأظل أحبكم..
وأنتقي الأحرف فلا أجد حرفا يسعفني لكلمة وداع تناسب مقامكم، عندما فتحت اليوم كنت أريد فقط أن أخبركم برسالة شاعرنا غالب الغول، فقد اعتبرتها أمانة، وقد نقلت أمانة الرسالة في رياض الأنس؛ قد سرني أنه كتب لي كلمات جميلة وأسعدني أن مطلع قصيدته التي نقلتها لكم كان باسمي لكني آثرت أن أحتفظ بها لنفسي، ثم رأيت أنه يجب علي شكر الأستاذ محمد الصالح على توجيهاته وتعديله لنصي " يا بحر"، وتذكرت أني لم أف بوعدي بعد لعزة في ترجمة نصين، وليس من عادتي أن أخلف الوعود حتى لو تأخرت في تحقيقها...
ماذا عساي أن أفعل وريح ما أحسها تطاردني وتطردني؟ ماذا علي أن أفعل وقد ألفت أحبابا لي هنا لكن قوة خارقة ما كانت أشد جبروتا لتجعلني أفكر لا في مغادرة نور الأدب بل في هجرته؟ ماذا يجب أن أفعل وتلك القوة كانت بالنسبة لي سندا فانعكست فجأة وخاب كل أمل..؟ كم هو عسير ألم أن تحس بسلبية شيء ما بسبب من أو ما لم تكن لتتوقع منه ذلك..؟
على كل؛ مع هذا تمسكت ببعض الأمل وتمسكت بحياتي في نور الأدب فاعذرني يا صاحبي هذه المرة إن لم أتمكن من أن أفي بوعدي لك فأنا لن أرحل، بل سأبقى وسأظل..
اعذرني سيدي فسأغني مع أبي القاسم الشابي و بروميثيوس نشيد الجبار :
سأعيش رغم الداء والاعداء.......... كالنسر فوق القمة الشماء
أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا......... بالسحب والامطار والانواء
لا أرمق الظل الكئيب ولا ارى ..........ما في قرار الهوة السوداء
وأسير في دنيا المشاعر حالما .......... غردا وتلك سعادة الشعراء
أصغي لموسيقى الحياة ووحيها.......... وأذيب روح الكون في إنشائي
وأصيغ للصوت الإلهي الذي............. يحيا بقلبي ميت الأصداء
وأقول للقدر الذي لا ينثني.............. عن حرب آمالي بكل بلاء
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي....... موج الأسى وعواصف الأرزاء
فاهدم فؤادي ما استطعت فإنه .........سيكون مثل الصخرة الصماء
لا يعرف الشكوى الذليلة والبكا........ وضراعة الاطفال والضعفاء
ويعيش " جبارا " يحدق دائما ..........بالفجر.. بالفجر الجميل النّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى........ وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ ........رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ
سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً............. قيثارتي، مترنِّما بغنائي
أمشي بروح حالمٍ، متَوَهِّجٍ............... في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي .........فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي ............أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ.......... إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي
وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي.......... قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ .................عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ .........وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا .............هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً........... فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما وجدوا.......... ليشوُوا فوقَهُ أشلائي
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا............. لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ ............وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ
إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي .....................والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
فارموا إلى النَّار الحشائشَ، والعبوا ...........يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي
وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى ..............بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ
ورأيتموني طائراً، مترنما............ فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي
فارموا على ظلّي الحجارة واختفوا............. خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ، تَطارَحُوا ..........عث الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ
وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي............... وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم............... والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه............... لم يحتفِلْ بفداحة الأعباءِ
ما قصدت أن أسيء يوما لأحد، وإن حدث فقد وقع بلا شعوري، لذلك أحاول أن أكون صادقة صريحة في كل حالاتي النفسية، والحقيقة عندما أذكرها أرتاح مهما سكت عنها، ومهما سببت من آلام وجراحات كما حدث قبل قليل، لذلك سأظل هنا بكل أسف يا صاحبي
ويا نفسي لا تجزعي ستبقين مع الأحباب هنا..
لقد رسمت _ ولك أن تقرأ التاء كما شئت _ اليوم نهاية الرواية التي بدأتها لكم قبلا، وسأحاول أن أتابع أحداثها في أقرب وقت ممكن بإذن الله ، وقد تتغير مجرى الأحداث التي رسمتها،خاصة بعد عبارة الأستاذ " محمد الصالح": " وأنتظر بشوق فصول روايتك".
ما رأيكم أبقى هنا معكم أم أنكم أيضا ستفضلون رحيلي ....؟
لا تنسوا أحبكم
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس